منذ أيام خرج علينا وزير خارجية إيران متقي (التقية) ليعطينا درساً في الديمقراطية وكيفية التعامل مع أبناء شعبنا الضالين الخارجين على الدين والقانون، ويتحدث بلغة الأستاذ للتلميذ وبلهجة يشتم منها رائحة التهديد ونسي أنه وزير خارجية إيران وليس وزير خارجية اليمن.لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فبعد ما حل بالعراق من تدمير واحتلال - ولابد لي من أن أذكر الدور الإيراني في ذلك، ولابد من التذكير بأن الولايات المتحدة الأميركية كانت تتفاوض مع الإيرانيين فقط حول مستقبل العراق (لاحظوا ليس مع الدول العربية، لأننا ضعفاء ونعيش على الهامش فلا تحسب الولايات المتحدة لنا أي حساب)- اعتقدت إيران أن أيديها أصبحت طليقة وتستطيع أن تتدخل في الشؤون العربية الداخلية وتملي عليهم ما يجب أن يفعلوه، وأصبحت دولة الملالي تتصرف كبلطجي لكن صاحب شعارات جذابة وبراقة تملأ الأجواء صراخاً وبكاءً على العرب وفلسطين وهي في الحقيقة لديها مطامع توسعية تسعى لتحقيقها وذلك عن طريق تشييع أشخاص وجماعات ليكونوا طلائع متقدمة للغزو والتوسع الإيراني.ملالي طهران وظفوا أموال ارتفاع أسعار النفط من أجل تجييش وتجنيد عملاء لهم في عديد من البلدان الإسلامية، وحتى لا يقال إنني أتجنى عليهم أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر (السودان والسنغال والمغرب)، وعندما شعرت هذه الدول بالخطر الإيراني التبشيري قامت بإغلاق مراكزهم وطرد موظفيهم حيث إنهم انشؤوا هذه المراكز على أساس مساعدات إنسانية وخدمات يقدمونها لأبناء تلك البلدان، لكن الواقع يكذب ذلك.إن ملالي طهران منذ قيام ثورتهم عام 1979م لم نر منهم إلا شعارات يرفعونها وفي الحقيقة يتفاوضون ويتعاملون مع الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) ويتفاضون ويتعاملون ويشترون سلاحاً ومعدات من الشيطان الأصغر (الكيان الصهيوني) يعني يدعون عداءهم لأمريكا وإسرائيل وهم في حقيقة الأمر يعادون الأمة العربية ويتربصون بها الدوائر.وحتى نكون موضوعيين أورد جملة من المواقف الإيرانية أبدؤها بموقفها عندما طلب الرئيس الراحل صدام حسين من الخميني إيقاف الحرب بين العراق وإيران للتفرغ للحرب ضد إسرائيل عندما شنت عدوانها على لبنان عام 82م، حيث رفض الخميني وقال إن الحرب الأساسية مع العراق (وهذا موثق)، وكذلك احتلالها للجزر الإماراتية وإدعاؤها بملكيتها، ومنذ شهور قليلة قال رئيس برلمان إيران إن البحرين محافظة إيرانية يجب استعادتها، وهذا غيض من فيض!أردت فقط وبشكل يسير تعريف القارئ ببعض الأمور عن دولة الملالي ودورها في الكيد للأمة العربية وأدعوه إلى أن لا ينخدع بشعارات الحب والدعم الكاذب.وأحب أن أذكر السيد لا أدري متكي أو متقي أنه عندما حصل التزوير في الانتخابات الإيرانية وبملايين الأصوات لم يخرج أي صوت عربي ليقرأ عليكم محاضرة عن الديمقراطية والحرية لأننا لا نتدخل في شؤون الدول المستقلة ولم نقل لكم لا تذبحوا المحتجين والمتظاهرين ولا تغتصبوا الرجال قبل النساء في سجونكم الإسلامية ولم نقرأ عليكم محاضرة في حقوق الإنسان ولم نقل لكم إن إخوتنا العرب في إيران عدة ملايين يذبحون ويضطهدون وليس لديهم أي حقوق!!فيا سيد متكي/ متقي كفوا لسانكم عنا وأيديكم، وأوقفوا دعمكم للضالين من أبنائنا حتى نستطيع على أقل تقدير أن نصدق أنكم تريدون الخير والسلام لبلادناـ ففاقد الشيء لا يعطيه.ونحن لا نحتاج لمن يعلمنا كيفية التعامل مع من ضل الطريق ورفع السلاح في وجه دولته وأبناء شعبه، فلا خيار لمثل هؤلاء إلا الرجوع إلى الحق والشرعية وإلقاء السلاح والعودة إلى جادة الصواب.
فاقد الشيء لا يعطيه!
أخبار متعلقة