أفكار
ونحن نحتفل بذكري العام الهجري الجديد,ينبغي علينا إن نحاسب أنفسنا وان نعمل علي تصحيح صوره الإسلام, الذي يتعرض منذ سنوات لحمله ظالمه وشرسة تستهدف تصويره علي انه مصدر الشر والإرهاب والمهدد الحقيقي للحضارة الغربية, وذلك عندما يختصرون الإسلام في حركه طالبان وتنظيم القاعدة وحركه لشكر طيبه المتهمة بتنفيذ أحداث مومباي الأخيرة.أن الذين يقولون بهذه المزاعم الكاذبة يتجاهلون عمدا إن الإسلام يرتكز علي حرية الاعتقاد وحرية العبادة فلكل إنسان الحق في أن يختار الدين الذي يراه وليس من حق احد إن يجبره علي تركه التزاما بقوله سبحانه وتعالي في سوره البقرة لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.. وقوله عز جلاله في سوره يونس أفانت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين.لماذا يتجاهلون أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أعطي أمانا للمسيحيين واليهود في القدس بعد فتحها.. لقد أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم ومعابدهم وحرم هدمها أو الانتقاص من حيزها كما حظر إكراه احد علي ترك دينه.لقد رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يتجول في المدينة شيخا ضريرا يسال علي باب فسال عنه وعندما علم انه يهودي قال له: ما الجاك إلى السؤال.. قال اليهودي الجزية والحاجة والسن.. فاخذ عمر بيده وذهب إلى منزله وأعطاه ما يكفيه ثم أرسل إلى خازن بيت المال للمثول أمامه وقال له قولته الشهيرة: انظر إلى هذا الرجل وأمثاله فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم.وحتي عندما تعرض عمر بن الخطاب لمحاوله اغتياله علي يد أبي لولوه المجوسي فان السؤال الذي سأله وهو علي فراش الموت هو: هل هو من أهل الذمة أم مشرك؟.. فقيل له انه ذمي فقال عمر: إنني أوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا وان يوفي بعهدهم وان يقاتل من ورائهم وإلا يكلفهم فوق طاقتهم.لقد كان الرسول عليه الصلاه والسلام يعامل أهل الكتاب من اليهود والنصارى أفضل معامله فيزورهم في منازلهم ويكرمهم عندما يستضيفهم في بيته, ويسال عن مرضاهم ويأخذ منهم ويعطيهم.وفي السيرة النبوية يذكر ابن إسحاق إن وفدا من أهل نجران وهم من النصارى قدموا لمقابله الرسول عليه الصلاه والسلام بالمدينة فدخلوا عليه مسجده بعد العصر فأقاموا صلاتهم, وعندما أراد بعض المسلمين منعهم قال الرسول عليه الصلاه والسلام دعوهم وكان ذلك بمثابة إفتاء صريح من النبي صلي الله عليه وسلم بجواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين وواجب المسلمين تمكينهم من أداء صلواتهم بحضره المسلمين وفي مساجدهم أيضا إذا كان في ذلك عارضا!لم يقل الإسلام بكراهية أو بغض احد وإنما قال بحسن المعاشرة ولطف المعاملة, خصوصا أهل الكتاب من اليهود والنصارى, وفي الأحاديث النبوية الشريفة ما يوكد ذلك فالرسول عليه الصلاه والسلام يقول: من أذي ذميا فانا خصمه ومن كنت خصمه خاصمته يوم القيامة.. وهو القائل أيضا: من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفس فانا حجيجه يوم القيامة.*عن صحيفة (الأهرام) المصرية