أفكار
أخيرا توقفت آلة الحرب الجهنمية الإسرائيلية مؤقتا في هجمتها البربرية علي قطاع غزة وسكانه بعد أن قتلت منهم مايزيد عن 1300 شهيد معظمهم كان من الأطفال والنساء والشيوخ .. وأصابت مايزيد عن 5500 جريح أخر بعضهم في حالة خطيرة بعد أن استخدمت ضدهم اشد أنواع الأسلحة فتكا ودمارا ومنها المحرم دوليا ..وشردت كذلك عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين أصبحوا الآن بلا مأوى بعد أن تهدمت منازلهم وأصبح إعادة إعمار غزة يحتاج إلى مليارات الدولارات .. وحسنا ماحدث في القمة العربية الأخيرة عندما بدأت المملكة العربية السعودية بالتبرع بمليار دولار وتبعتها الكويت وكذلك قطر، وستفعل ذلك أيضا كثير من الدول الأوروبية التي أعلنت عند لقاء القمة في شرم الشيخ أنها ستساعد في ذلك .. لكن يبقى السؤال الأصعب الذي فرضته حالة الانشقاق الفلسطيني ما بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو: من سيتم التعامل معه عند صرف وإنفاق هذه الأموال؟ ومن الذي سيتولى عملية الأعمار؟ فكلا الطرفين مازالا يتصارعان مع بعضهما في صورة اشد من صراعهما مع إسرائيل ،فمازال الطرفان يتهم كل منهما الآخر بالعمالة والخيانة وكل الأوصاف التي تزيد من حالة الشقاق بينهما، وسوف تقع بلا شك الدول العربية المتبرعة بالأموال التي أعلنوا عنها في حرج شديد لأنها لن تستطيع التعامل مع حركة حماس بعيدا عن السلطة الشرعية في الضفة . والسلطة لن تستطيع القيام بأي دور داخل غزة إلا من خلال حركة حماس وعن طريقها، وقد وجدت إسرائيل في ذلك فرصة سانحة لها عندما قررت هي الاخري أن تستغل هذا الانشقاق وأبلغت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الاخري التي تخطط لإعادة بناء القطاع بأنه يتعين عليها تقديم طلب لإسرائيل للحصول علي موافقتها أولا على كل مشروع يساهم في إعمار القطاع وان يقدموا لها الضمانات الكافية بعدم استفادة حماس من أي من هذه المشروعات . وبذلك سيتوقف إعادة الأعمار لقطاع غزة إلي حد بعيد على إقناع إسرائيل برفع القيود المفروضة على إدخال النقود ومواد البناء مثل الحديد والاسمنت إليها .. إنني أناشد الإخوة الفلسطينيين أن يفيقوا من غفوتهم.. ويضمدوا جراحهم .. ويتجاوزوا خلافاتهم .. ويتنبهوا إلى الخطر المطبق عليهم .. ليس من جانب إسرائيل في المقام الأول ولكن بسبب تشرذمهم وتناحرهم .. وسيكون الضحية في النهاية هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية .. وليتذكروا ماقاله الرئيس مبارك أمام مؤتمر القمة العربية الأخيرة إن مصر ستبذل من جانبها كل جهد ممكن في سبيل هذه المصالحة بين الأخوة الفلسطينيين فإن تحققت فذلك هو الخير لشعب فلسطين وقضيته، وان لم تتجاوب الفصائل مع جهود مصر في هذا المجال فسنقول لهم أن الله يساعد فقط الذين يساعدون أنفسهم .[c1]*عن/ صحيفة (أخبار اليوم) المصرية [/c]