
هذه الحملة لم تكن بأساليبها وأهدافها كغيرها من الحملات السابقة والعديدة والتي حظيت بدعم ومؤازرة وارتياح جماهيري واسع، بل بالعكس جلبت الذعر والشجب المخزي المعلن والمخفي الصادر عن الكيانات الجماهيرية الواسعة .. ترى لماذا؟!
فالأطقم المدججة بالرشاشات الثقيلة وعلى متنها عشرات العسكر المقاتلين بشراسة الذين انتشروا فجأة وبضراوة في مختلف شوارع وأزقة وأحياء المديريات الثلاث، وما ان يشاهدوا دراجة سرعان ما يطلقون عليها وركابها زخات نارية مكثفة وكأنهم لا يستهدفون دراجة نارية بل دبابات معادية ويخوضون واياها معركة في غاية البطولة والشراسة أيضاً وهات يا ملاحقات ومداهمات للمنازل، وحتى الأحياء الشعبية لم تنجُ من هكذا رعب همجي .. الجميع ابدى استياءه واستغرابه مما يحصل والجميع يتساءل عن مسمى وصنف هذه الجهات العسكرية ومن تتبع ولم يلق أحد جواباً شافياً وما عدا بعض المعلومات الهمسية الوجلة تفيد (يقال قوات الدعم والاسناد ومكافحة الارهاب) والله يعلم.
حسناً ان كان الأمر كذلك فليتجهوا لقهر الارهابيين إلى حيث أوكارهم ومخابئهم وكلنا معهم.
وبالنسبة للدراجات النارية فعلا لها بلاويها ومآسيها المتعددة والقضاء عليها لا يتطلب كل هذا الرعب والتنمر الهمجي المقيت. أقول لهؤلاء لقد ارهبتم الأطفال والنساء والشيوخ وجعلتم ذعركم يعم كل القلوب. لقد نجحتم بمضاعفة هالات التذمر والسخط الجماهيري ضد النظام الجنوبي الوليد .. زرعتم الخوف بممارسة عنفكم المزري واستعراض مدى قوة شراستكم ليس ضد الارهاب والارهابيين وانما ضداً على المرهوبين أصلاً من عامة الناس المنهكين من الارهاب بكل اشكاله وكأن الوليمة كبرى والعشاء قلية.
الم تعلموا ان وجودكم في هذه المواقع وكذا الأموال الطائلة التي تصرف عليكم تدريباً وتأهيلاً وتسليحاً ما هي إلا من خيرات هذا الوطن ومن مردود عرق جباه أبناء هذا الوطن .. فهل هذا هو الجزاء؟ والله ورب الكعبة انها لسابقة خيانية لا تغتفر فهل من يرد ولو جزءاً من الاعتبار لكل البسطاء المكلومين بهكذا حملة شعواء؟ انها حملة الرعب والارهاب حقاً فمن يحاسب من؟! ويا عيباه!!