
معظم المطاعم أغلقت أبوابها ولحقتها كل أفران بيع الروتي والرغيف، وسارت على منوالهما الصيدليات، وكذلكم الحال بالنسبة لشوارعها الرئيسية التي أضحت مظلمة معلنة بكل وضوح أكذوبة الطاقة الشمسية المزودة أعمدة الشوارع بالطاقة، موضحة: يا جماعة أنتم صدقتم أن أعمدة النور مضاءة بالطاقة الشمسية.. بطلوا تخريفات وأحلام رومانسية. أما كهرباء الشبكة الرسمية قدكم فاهمين منغصاتها وما صاحب بلاويها من أعذار.. المياه تصل إلى الأحياء كل ثلاثة أيام مرة ولفترة محدودة تجبر كل سكان الأحياء أن يستنفروا هممهم ويستعدوا لاستقبال قطرات المياه وكأنها إقبال هلال العيد، بل وبالأصح وكأنهم في حالة استعداد قتالي وهات يا لبيج وهات يا صياح، أنت غرفت ماء أكثر مني وأنت استخدمت شفاطات أقوى من شفاطاتي، وهات يا خبيط، والمشكلة شحة مياه ووفرة تدفق المجاري هذا الضيف الخبيث تجده يطاردك في كل زغط وكل شارع وبقعة، وفي كثير من الأحيان تستأسد لتخترق حرمة المنازل والمطاعم وأسواق الخضار والفواكه وحتى محلات بيع القات، ناهيكم عن المدارس.
ليس ذلكم فحسب، فالبلاطجة وأصحاب الكيف يمارسون بلطجيتهم ويشبعون كيفهم بكل حرية واستباحة وكأنهم يقدمون عطاءات إبداعية على مسارح الطبيعة أو في استديوهات التلفزيون، بلطجة منقولة على الهواء مباشرة ورجال شرطتنا كل مشغول بهول أهواله وأحواله وهمومه الحياتية الخاصة. أقولها بملء الفم: جماعة شرطة التواهي تتعامل مع أبشع قضايا المواطنين بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها شيئاً، في التواهي القوي يلتهم الضعيف وببرود أعصاب.
التواهي منكوبة بالخدمات، وكل شيء عبارة عن غابة القوي فيها يلتهم الضعيف.. ترى متى سيتم إعلانها مدينة ملعوبة ـ عفواً منكوبة صراحة دون لف أو دوران؟!.