تعز، المدينة المشهورة بكونها شعاعًا للثقافة والفن والمدنية، ومهد الثورة في شمال الوطن، تحولت بفعل هذا الحصار إلى سجن كبير لأهلها الصابرين، الذين لم يفقدوا الأمل في أن يأتي يوم تنتهي فيه معاناتهم.
إن هذه الزيارة تُعيد الأضواء إلى تعز وتضعها في صدارة الأولويات الوطنية، بعدما غابت عن الأجندة الرسمية لسنوات طويلة.
الرئيس العليمي سيجد في تعز شعبًا صامدًا، يتمسك بالأمل رغم الألم، ولن تكون هذه الزيارة مجرد جولة تفقدية عابرة، بل فرصة لتلمس أوضاع المواطنين عن كثب، ومعرفة احتياجاتهم من قلب الواقع.
لقد كانت تعز المحاصرة دائماً على طاولة المفاوضات الأممية، وكانت قضية فك الحصار عنها من أولويات المفاوضين للحكومة الشرعية ، إلا أن المجتمع الدولي، رغم وعوده، اصطدم بتعنت المليشيات الحوثية الانقلابية التي تحايلت على موضوع الحصار بشتى الوسائل، مما أدى إلى استمرار هذا الوضع المأساوي لأكثر من تسع سنوات .
ومن هنا، على الجميع، من مواطنين ومسئولين، أن يدركوا أن الانتصار على مليشيا الحوثي الارهابية لن يأتي إلا بوقوف الجميع صفًا واحداً، أما انتظار الحلول من الخارج، فهو رهان خاسر، لأن مستقبل البلد يخُطه أبناؤه.
في هذه اللحظة التاريخية، تعز تنتظر من رئيسها أن يكون بلسماً لجراحها، وأن يعيد لها الأمل في غدٍ أفضل. فهذه الزيارة، رغم رمزيتها، يمكن أن تكون نقطة انطلاق نحو تحقيق العدالة، ورفع الظلم، وإعادة بناء الوطن على أسس من الحرية والكرامة.
ختاماً نقول: إن الأمل لا يزال حيًا، وما زيارة الرئيس العليمي إلى تعز إلا خطوة في طريق استعادة الدولة والكرامة والحرية. فلنعمل جميعًا من أجل تحقيق هذا الهدف، ولنكن يدًا واحدة في مواجهة الارهاب الحوثي الكهنوتي العنصري الذي يهدد الجميع ولن يستثني أحداً .