أثر هذا التحول بشكل كبير على حياة الناس وطريقة تفاعلهم مع الأحداث الجارية، مما يطرح تساؤلات حول طبيعة هذا التطور، وأثره على المجتمع الحضرمي، والتحديات التي يواجهها.
فالنقلة النوعية للتطور الإعلامي في حضرموت من مرحلة التقليد إلى مرحلة الرقمي، كانت الصحف والإذاعة والتلفزيون في الإعلام التقليدي هي الوسائل الرئيسية لنقل الأخبار والمعلومات في حضرموت، وعلى الرغم من محدودية انتشارها، إلا أنها لعبت دوراً هاماً في توعية المجتمع ونقل الثقافة، أما الإعلام الرقمي فأتى مع ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث شهدت حضرموت نقلة نوعية في مجال الإعلام، فقد انتشرت المدونات والمواقع الإلكترونية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت منصات للتعبير عن الآراء وتبادل المعلومات بشكل أسرع وأوسع.
وللإعلام الرقمي أثر على المجتمع الحضرمي في تمكين الأفراد، وسرعة انتشار المعلومات، وتنوع المحتوى.
كما لعب الإعلام دورا في التنمية بحضرموت، حيث قام بتعزيز التنمية المستدامة من خلال توعية المجتمع بالقضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية، ودعم الحوار المجتمعي من خلال تشجيع الحوار البناء بين مختلف شرائح المجتمع واسهامه في حل المشكلات وتوحيد الصفوف، بالإضافة إلى مكافحة الفساد في كشف قضايا الفساد ومحاسبة المسؤولين، مما أدى إلى اسهامه في تعزيز الشفافية والعدالة.
فالتحولات الجذرية في حضرموت الأرض والإنسان شهدتها من خلال التطور التكنولوجي، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، إلا أن الإعلام الرقمي يمثل فرصة كبيرة لتعزيز التنمية وتحقيق التقدم في محافظة حضرموت، ويتطلب ذلك تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من الحكومة إلى المجتمع المدني إلى الأفراد، لبناء إعلام رقمي مسؤول ومهني يساهم في بناء مجتمع حضرمي متطور ومتقدم.