
ما الذي يمكن أن يعوض مفارقة الطفلة مواهب الحياة وما الذي بمقدوره أن يداوي ويلأم الجراحات الغائرة التي ستبقى في نفوس من حولها وفي نفسها هي إذا ما عاشت معوقة مشوهة؟! هل يكفي أن يساق الى تحت أقدامها وأقدام أبويها ومعاريفها وجيرانها وأقرانها كل مدراء ورؤساء الأجهزة الأمنية في المحافظة ضباطا وأفراداً ليقولوا فيهم كلمتهم لقاء تفريطهم المستمر بمسؤوليتهم وواجباتهم في ملاحقة وضبط المستهترين بأمن وسلامة الناس شيوخاً وأطفالاً، رجالاً ونساء ممن كتاب عليهم أن يفقدوا حياتهم برصاصات طائشة مرتدة ؟!
هل يكفي أن يصلبوا وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف لأنهم بسكوتهم وتغافلهم أجازوا وشرعوا قتل وإرهاب وإرعاب الناس الآمنين؟!!
كلا لا أعتقد أن هذا يكفي لإرضاء كل محزون ومكلوم بمصاب الطفلة مواهب لا بل أنه لا يرتقي حتى إلى مصاف لحظة من لحظات عمرها القصير عندما كانت تعدو إلى حضن أبيها وأمها أو تعدل ابتسامة من ابتساماتها أو ساعة من ساعات خروجها لتلعب وتلهو مع أقرانها أو توازي حلم واحدا من أحلامها وهي ترى نفسها ذاهبة إلى المدرسة على ظهرها حقيبتها تقفز بفرح وسعادة مستعجلة عودتها إلى دارها بسلام دون رصاص طائش أو راجع أو انقطاع كهرباء.