ولذلك فإن تطبيق هذه المخرجات وتنفيذها يعتبر مسؤولية جميع اليمنيين كل بحسب موقعه واختصاصه، ولا تقع هذه المسؤولية على الرئيس وحده أو الحكومة، ولكن وبحكم موقعه فإن الرئيس يتحمل المسؤولية الأولى في تطبيق تلك المخرجات ولا ينبغي لأية جهة مهما كان حجمها في المشهد السياسي في اليمن ومهما امتلكت من قوة أن تخرج عن الإجماع الوطني أو أن تفرض إرادتها على اليمنيين بقوة السلاح، وإنما الواجب عليها أن تسلم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة اليمنية باعتبارها المسؤولة عن أمن الجميع من خلال بسط نفوذها عبر القوات المسلحة والأمن وهذا ما أكدت عليه مخرجات الحوار الوطني التي من خلال تطبيقها على أرض الواقع يتحقق الأمن والاستقرار ونسير بالاتجاه الصحيح لبناء الدولة اليمنية الحديثة أما المبررات الواهية التي تتذرع بها تلك الجهات في احتفاظها بتلك الأسلحة فلن تكون سوى ضحك على الذقون ولن يقبل بها عاقل على الإطلاق ولن يكون لتلك القوى الغاشمة التي تستفز اليمنيين باستعراضها لقوة الأسلحة التي تمتلكها واعتداءاتها على المواطنين في مناطقهم لن يكون لها مستقبل في اليمن وستكون الدائرة عليها وعند ذلك لن ينفعها الندم وسينطبق عليها المثل العربي القائل (على نفسها جنت براقش) وعلينا أن نتأمل في قول الله تعالى في الظالمين (فلا يغررك تقلبهم في البلاد ).
وبالمقابل فإن الإنسان ليعجب من مواقف بعض الجهات والكتاب الذين يستغلون حرية التعبير المفتوحة دون سقف محدد على الرغم من أننا في فترة انتقالية استثنائية تتطلب الشعور بالحرية المسؤولة أو على الأقل وضع حد قانوني يحاسب من يتعمدون نشر الأكاذيب والسب والشتم لأي مواطن فكيف إذا كان ذلك بحق رئيس البلاد من قبل من لايشعرون بمسؤولية الكلمة فهم لايشعرون بالرضى عن الرئيس إلا إذا كان يعبر عن وجهة نظرهم ومنحازاً إليهم دون أن يدركوا أن الرئيس هو للجميع وعليه أن يعالج أوضاع اليمن ومشكلاته بالعقل والحكمة وأن لا يقطع شعرة معاوية مع أي جهة كانت إلا بعد استنفاد كل الخيارات المتاحة وبعد ذلك يمكن أن يكون العلاج بالكي هو الخيار الوحيد الذي لا يلومه أحد على استخدامه، وليس المطلوب من الرئيس أن يطلق تصريحات تعبر عن كل شيء وكل المواقف حتى يرضى عنه أولئك المزايدون وإنما هو يترك أجهزة الدولة الأخرى تعمل وتعالج الأخطاء وتتصدى لمن يقف حجر عثرة في تحقيق الأمن والاستقرار وبغض النظر عن الجهة التي ينتمي إليها وهذه هي السياسة الحكيمة التي يتبعها الرئيس ولو كان يسير على ( أهواء هؤلاء ) ودون أن ينظر إلى الصورة كاملة ومن زواياها المختلفة لما وصلنا إلى ما تحقق من نجاحات يعتبر بعضها أشبه بالمستحيل.
ولذلك فإننا في الأخير نشعر بالتقدير والاحترام لما يتخذه الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية من خطوات حكيمة هدفها تحقيق المصلحة العليا لليمن وهذا الشعور موصول كذلك للأخ المناضل الأستاذ محمد سالم باسندوة لأن أهم ما يميزهما كرئيس لليمن ورئيس للحكومة هو الإخلاص والنزاهة التي افتقدناها في كثير من قيادات اليمن على مدى العقود الطويلة.