اليوم بزغ فجر جديد وقد أرسلت الشمس خيوط نور اشعاعاتها الجميلة، اليوم ينتصر الشعب والوطن لإرادته الحرة للخلاص من مآسي الماضي الاليم المظلم وقيود الظلم والقهر من أجل فرحة الأطفال ورسم الابتسامات وتشمير السواعد للشراكة من أجل تطوير وحداثة اليمن الجديد المدني الحديث.
إن الحل التدريجي لكل مشاكل وهموم الوطن هو المطلوب حيث إن الوطن لا يمتلك عصى موسى السحرية التي يمكن بها العمل على حلحلة كل قضايا الخلاف وبها سيتم التهام كل الثعابين التي تعمل على عرقلة وتعطيل مسيرة التغيير وتضع العقبات والمطبات على طريق الحلول والمعالجات التي يمكن أن تحقق تطلعات وآمال الشعب في إخراج اليمن من النفق المظلم بسلام إلى بر الأمان من خلال ثغرة النور التي بدأت تلوح في الافق بتلك المخرجات الوطنية اليمنية التي تم الإعلان عنها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأصبحت بإجماع كافة مكونات مؤتمر الحوار هي منظومة الحل وخارطة الطريق للانتقال السلمي لليمن والخروج من أزمته الحالية وبها تم وضع النقاط على الحروف من أجل بناء اليمن الجديد وتحديد شكل اليمن الاتحادي بين الأقاليم التي سيتم الاتفاق عليها وتعزيز الحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون.
اليمن الجديد يسير على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وهي قاعدة شرعية إلتزمها أعضاء وعضوات مؤتمر الحوار الوطني في بحثهم ومناقشتهم لمختلف قضايا الحوار ووضعهم للحلول والمعالجات حيث برزت القيم الجميلة وتعززت أثناء إنعقاد مؤتمر الحوار الوطني نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر قيم الحب والإخاء ومبدأ الرأي والرأي الآخر والقبول بالآخر على ما هو عليه وكيفما كان فكراً وسياسة وسادت في المؤتمر المصارحة والمكاشفة وهي من الأساليب التي كسرت الحواجز من أجل إحداث التقاربات والتصالحات بين تلك الآراء والتناقضات والتباينات في الرؤى التي مع مرور الوقت خفت وتلاشت شيئاً فشيئاً مع العمل الدؤوب الذي أعتمد على التوافق والتقارب بين وجهات النظر وصولاً للاتفاق على حزمة المخرجات النهائية بخطوطها العريضة التي أكدت من دون أي شك على ذلك الجهد الوطني الكبير الذي خلص إلى هذه المخرجات التاريخية الوطنية التي تنتصر للشعب والوطن في الخروج بسلام إلى بر الأمان والإصرار على استكمال مسيرة البناء السلمي لليمن الاتحادي الجديد السعيد الذي يعيد الوجه المشرق لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الخالدة في الضمير والوجدان الشعبي.
اليمن الجديد سيحقق للمواطن الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والشراكة في صناعة القرار وبناء النظام الذي سيدير ويقود مسيرة التغيير المنشود الذي سيضع الجميع وسيفتح الباب واسعاً للمشاركة الشعبية الفاعلة والإيجابية لخلق المناخات المناسبة للتطوير والنماء في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الأمن والاستقرار والهدوء والسكينة العامة في مجتمع جديد خالٍ من العنف والإرهاب والسلاح والميليشيات المسلحة والنهب للمال العام والثروات وردم بؤر الفساد ومحاربة الفاسدين وإغلاق منافذ التهريب للمواد الغذائية والأدوية منتهية الصلاحية والسلاح والمخدرات وحبوب الهلوسة التي تستهدف تعطيل الوعي والقدرات لدى الشباب ولكن هيهات هيهات أن اليمن الجديد سيولي الجميع عامة والشباب والمرأة على وجه الخصوص أهمية خاصة لإعطائهم الفرصة من أجل المشاركة في صناعة القرار والإرادة والقيادة للوطن والتنمية الاقتصادية الشاملة فيه..نعم ستسير مسيرة الحراك الشبابي الشعبي للتغيير السلمي حتى تحقيق كافة الأهداف النبيلة من أجل حرية الإنسان وتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية من أجل الحب والإخاء والعيش المشترك والتعايش السلمي والسلام والوئام لليمن واليمنيين والولاء والوفاء لهذا الوطن المغوار أرض اليمن السعيدة يمن الإيمان والحكمة..نعم اليوم ينتصر النجاح لمؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته الوطنية اليمنية وهذا الانتصار يحتاج إلى تشكيل الاصطفاف الوطني الشعبي الواسع لمواجهة الأشرار وأشباح مرحلة الجهل والتخلف للحفاظ على هذا النجاح وهذا الانتصار بالإضافة إلى مزيد من العمل الفاعل والإيجابي بصدق وحسن النوايا انتصاراً للشعب وانتصاراً للوطن من أجل يمن جديد ديمقراطي مدني حديث ومستقبل آمن ومزدهر.