صبرنا على اليمين الغربي ، من أوروبا الغربية إلى أمريكا.. لكن أبناء شعبنا الذين أرخوا الأحزمة بانتظار الثراء والعز والأموال والنفط والذهب .. لم يأت إليهم لكنهم كانوا يشاهدونه في شاشات التلفزيون وفي قصور حدة، وبيت بوس.. والبقية يعرفها أبناء هذه الأرض من أقصى الشمال إلى أضيق نقطة في الجنوب .. الأنظمة في دول العالم المتخلفة كلها واحدة.. فهي صاحبة شعارات وخطابات ودعوات وأمنيات وأجهزة أمن وأجهزة تنصت وديمقراطية إلى حد سقف الغرفة ولاشيء غير ذلك وهذه الأنظمة المتشابهة تظل متشابهة فهي تجعل من الفقر والبطالة وقلة الحيلة وكثر الاحتياجات سمة عامة يعني أن هناك بضع مئات يملكون كل شيء وعشرات الملايين لا يأكلون سوى أحلامهم ، حتى قصة الكولسترول والنصائح الطبية خذ بالك بعد الأربعين والخمسين لا تأكل لحمة ولامشتقاتها ولابيض ولا العسل ولا السمن فهذه تجلب الأمراض ولكن ومن وجهه نظري هذه قصص فارغة تصبر الفقراء على فقرهم وتمنع عن الأغنياء وأصحاب الكروش المتدلية الحسد والعين . والا الواحد منا أكل ثلاثين سنة (فول وخبز حاف) وصحته ولا أحسن ولما الله با يفتح عليه بلحمة تخوفوه بالكولسترول !!
نعود لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وقصة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي هذا الرجل واحد من الناس ببساطتهم وشرفهم وصدقهم وصدق ونقاء سريرتهم عاش في اليمن بالطول والعرض .. عاشها هارباً مع الزمرة في 1986م وعاشها وزيراً للدفاع وعاشها نائب رئيس لفترة طويلة وعاشها رئيساً توافقياً عرف اللعبة واسرارها وعرف من اين تؤكل الكتف .. لكنه وبفطرية البدوي الأصيل النقي التقي انحاز لصف الشعب وما أن جاءت المبادرة الخليجية وفي تفاصيلها موضوع مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي سوف يؤسس لبناء دولة حديثة، دولة ترفع المظالم وتجفف منابع الفساد وتقيم العدالة والمساواة وتقبل بالآخر ويكون فيها للشعب كل القرار وكل السلطة .. فانحاز الرجل بثقله وعزيمته وامانة مسؤولياته وتاريخه الوطني والسياسي هذا الرجل انحاز إلى أن يؤسس لدولة يحكمها الشعب بدلاً من ان تحكمه وتحاكمه من خلال دستور وقانون وصوت مواطن هو الأهم والاغلى في كل العملية السياسية والديمقراطية وقبلها هو حجر الزاوية في بناء الدولة.
من هنا ثارت قوى الشر، وآلهة الشيطان وارادت ان تتآمر على مؤتمر الحوار وإمكانيات نجاحه طوال الأشهر العشرة الماضية تآمرت في محاولة وسخة مثل القائمين بها لاغتيال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لأكثر من مرة ثم حفرت مئات الحفر المليئة بالالغام والاشواك والفتن والطائفية والجهوية والمناطقية على طول الطريق الممتد من أول خطوة في مؤتمر الحوار الوطني حتى آخر نقطة فيه، كهنة الشيطان وعبدة السلطة ومرضى التسلط أرادوا قتل مؤتمر الحوار، ووأد حقنا في بناء دولة حديثة يضمها دستور ويحميها قانون ويلتزم بها مواطن.
قوى الشر ومدمنو السلطة والتسلط ارادوا حتى اللحظة الأخيرة بقتلهم الدكتور أحمد شرف الدين ظهر أمس أرادوا ان يلجموا الانسان داخلنا والذي فطره الله على فطرة الحرية والعدالة والنزاهة والشرف لكن وبالرغم من كل الدماء النقية التي سكبت والدموع التي سالت والاحزان التي لبسناها خرجنا من أزمتنا أزمة افشال مؤتمر الحوار إلى مصاف انجاحه لأن هناك رجالاً ونساء ينطبق عليهم القول الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم: : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما).
ومن هنا نقول ان نجاح مؤتمر الحوار .. هو نجاح لنا ولحاضرنا ومستقبلنا .. ان نجاح مؤتمر الحوار هو نجاح لحقنا في ان يكون الغد آمناً وأجمل وأكثر اشراقاً .. ان نجاح المؤتمر هو نجاح لليمن في ظل رجل منحه الله عز وجل صبراً .. وسعة صدر وجلداً وشجاعة ووفاء ونقاء قلب ونظافة يد فحمداً لله على نجاح مؤتمر الحوار.
مقترح يجب الأخذ به
- نقترح على فخامة الأخ عبدربه منصور هادي أن يصدر قراراً جمهورياً يعتبر فيه شهداء مؤتمر الحوار هم شهداء الثورة اليمنية وتمنح أسرهم أرقى الأوسمة ويحظوا برعاية الدولة من صدق.