أن تلك الجهود الوطنية الطيبة للوطنيين الأحرار في الشطر الجنوبية من الوطن، كانت في سياق النضال الوطني الواعي ثقافياً وفكرياً بالأهمية لاستعادة الوحدة اليمنية بين شطري الوطن كمشروع وطني نهضوي حديث على طريق الوحدة العربية الشاملة والتعايش السلمي بين الشعب كهدف استراتيجي أممي لنشر قيم المحبة والإخاء والتكامل والتكافل في العالم.
وباعتقادي أن رؤية الحل أو أي رؤية للحل تخرج البلاد والعباد من هذه الأزمة المعقدة في ظل التصدعات والشروخ التي برزت على الجدار العظيم لبنية الوحدة وأصبحت تهدد الدولة بالانهيار وبما لا تحمد عقباه وهو الأمر الذي وضع جميع الأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية بمختلف أطيافها وانتماءاتها السياسية والفكرية أمام مسؤولية وطنية عظيمة تقع على عاتقهم من أجل العمل على إخراج البلاد والعباد بسلام إلى بر الأمان والمؤشرات التي باتت تلوح في الأفق وعلى وجه الخصوص بناء اليمن الجديد الذي استدعى الإجماع على تغيير شكل الدولة إلى دولة اتحادية وهناك رؤى مختلفة وحالياً يدور الحديث عن أقلمة الجنوب الذي كان مقسماً إلى ستة إقليم وهناك رؤية أخرى تقول بإقليمين من منطلق الحفاظ على ما تم تحقيقه في وحدة الجنوب الذي كان مقسماً إلى عدد من المشيخات والسلطنات في عهد الاستعمار البريطاني للشطر الجنوبي من الوطن وكذلك الحفاظ على الشمال الذي كان موحداً في النظام الإمامي وعلى أعضاء مؤتمر الحوار أثناء بحثهم ومناقشة الحل البحث عما هو أفضل وأحسن ويحافظ على وحدة اليمن في سياق مرحلة اليمن الاتحادي المدني الحديث الأخذ بعين القاعدة الشائعة للسياسة الاستعمارية القائلة: ( فرق تسد) وحتى لا نقع في مطب المشروع الاستعماري الجديد المعلن عنه بخارطة الشرق الأوسط الجديد الذي تروج له السياسة الصهيوأمريكية وعليه ينبغي البحث فيما يجنب الشرور والمحن ومخاطر الفتن ما ظهر منها وما بطن نحو بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة القانون على طريق اليمن الديمقراطي المدني الحديث وفي الأول والأخير فإن ما يطرح من رؤى هي مجرد رؤى مقدمة من هنا وهناك إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل صاحب الكلمة الفصل في اتخاذ وإقرار ما يراه مناسباً للحل الذي ينبغي أن يكون ويحقق المصلحة الوطنية ويحافظ على السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار على امتداد الساحة الوطنية اليمنية.