

كتب / عبدالحميد السعيدي
مستشار وزير الشباب والرياضة
عضو الجمعية العمومية
للجنة الأولمبية

عندما ترأس الأخ الفقيد / علي فضل علي، نادي التلال في تلك الفترة الزمنية لابد من انصافه تاريخياً، ففي فترته شهد النادي تطوراً ملحوظاً في نشاطات فرق النادي تمكن فريق الشباب والناشئين في لعبة كرة القدم من أحراز بطولتي المسابقتين وهذه أول المنجزات التلالية في عهده موسم 76/ 77م وخلال هذه الفترة كنت مسئولا للنشاط والالعاب وحينها اختارت القيادة في إدارة النادي وإدارة الكرة الكابتن/ أنور غفوري مدرباً لفريق كرة القدم الممتاز وحينها كان يتدرب التلال الممتاز في ملعب الهوكي الترابي والمعزز بالحصوات المختلفة الاحجام وملعب المدرسة الاعدادية لكريتر بالخليج الامامي وهو أيضاً ملعب ترابي ولم يتأفف الكابتن المرحوم أنور غفوري وعقد العزم بالتدريب بدعم من الادارة دون اي تعاقد مالي وكان حتى التكريم المالي الذي يحصل عليه مع اللاعبين يعطيه لمدربي الفئات العمرية مثل الكابتن احمد غبلول واحمد دحمان وغيرهم لم تسعفني الذاكرة لسردهم بهذه التناولة وكان التلال اول نادٍ رياضي في الوطن يصوغ لائحة الحوافز المعتمدة من إدارة النادي بواقع دينار للفوز والتعادل ( 500 فلس) وفي حالة الفوز في المباريات الكبيرة مثلاً مع الجيش والشرطة والوحدة كفرق كبيرة وفيها ندية يضاعف الحافز للفريق اللاعبين والمدرب ومساعديه علماً بأن النادي الوحيد كان يعمل بلائحة تحفيز خاصة وكذا في تقييم المباريات بعد المشاركة بيوم في مقره وكان يسهم في التقييم الجهاز الفني واللاعبون الاحتياط وبعض العناصر من الجمهور علماً بأن نادي التلال أول ناد يؤسس رابطة المشجعين باعتبارهم اللاعب رقم ( 12 ) في مباراة كرة القدم ولهذا كان التلال ناديا جماهيريا وتاريخيا من خلال عمله بالنظام واللوائح للعمل الكروي للنادي علماً بأن الكابتن أنور غفوري دشن في عمله أحراز بطولة كأس الجمهورية الأول لموسم 1977م وأضاف كذلك كأس معرض المعارض موسم 77 / 78م، وكل تلك العوامل جعلت التلال والبطولات وجهين لعملة واحدة ورائدة.
وبعد مغادرة الكابتن / أنور غفوري خارج الوطن ترك فراغا فنيا كبيرا وقد تم تعيين المرحوم الفقيد / ناصر الماس ( ابو إيهاب ) مدرباً لفريق الممتاز والشباب وظل شباب وناشئو التلال أبطالا للدوري للمرة الثانية وواصل المسيرة الكروية للتلال.
وختامــاً.. أجدها مناسبة تكريماً وتخليداً لطيب الذكر العطر، الأخ / علي فضل علي، في هذه المناسبة الـ ( 42 ) لذكراه، الذي كنت أعتز بالعمل معه في الفترة الزمنية من حياتي القيادية 77/ 78م في الاطر الرياضية الدنيا ويعتبر العمل في النادي في عهده بمكانة لجنة اولمبية كونه يمارس الالعاب الرياضية الأولمبية الفردية والجماعية مثل ( القدم / الطائرة / والسلة / الطاولة / الالعاب القوى / الملاكمة / رفع الاثقال)، وفي عهده تم تأسيس بنية تحية للألعاب الجماعية من ملاعب وخلافه في مقر النادي بجهد كبير قامت به الإدارة مع مؤسسة الانشاءات بعهد المهندس عبدالاله هيثم، وكانت الإدارة تعمل بدون مقابل وعلى حساب عملها الوظيفي في مرافقها بقيادة الرئيس علي فضل علي.
كان التلال في عهد علي فضل علي ومن كان قبله مدرستنا الرياضية التي تخرجنا منها، علما مازال الالم والأسى يوجعنا بفراقه على أثر حادث سيارة مؤسف وقع في مديرية يافع بمحافظة لحج خسرنا فيه الشاب الفذ الذي كان يقضي إجازة العيد فيها مع أسرته وذويه، هذا الشاب الصادق الصدوق وهو من الشباب المميزين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الشباب والرياضة والقضايا الوطنية والثورية من خلال تحمله المسؤوليات الرسمية والجماهيرية والاجتماعية والثقافية، كيف ننساها ولا نذكر تلك الابتسامة التي لا تفارق شفتيه في السراء والضراء .
كيف ننسي تلك الكلمة الموثقة التي أعدها في افتتاحية إحدى نشرات النادي الرياضية المطبوعة والتي صدرت في الذكرى الثالثة للوحدة الاندماجية لنادي التلال في يوم الدمج 18/ 7/ 1978م والتي أكدت في مستهلها على تجربة الدمج لأندية أحياء كريتر والتي شكلت نقلة نوعية لهذا النادي في الحركة الرياضية بالجنوب.
نعم لازلنا نحتفظ للفقيد الفذ علي فضل بذكريات طيبة ومكانة وستظل أعماله خالدة ماحيينا نحاكيها وماعشنا له ولأمثاله الخيرين سوف يظلون أحياء في ذاكرة أحبائهم وشعبهم.
فنم قرير العين ... الطيبون يغادرون الأرض سريعاً وكأنهم يقولون للناس لا مكان لنا بينكم، اللهم ارحم أرواحاً كان وجودها جميلاً .. نعم إنها لذكرى طيبة ومناسبة عظيمة في حقك علينا..
(( إيماءة.. وحكايتي هذه من منطلق ايماني الراسخ بعراقة هذا النادي الكبير لأن من فات قديمه تاه.. وكل جديد لا بد أن ينبع من قديم وفي تاريخنا الرياضي الوطني بعدن – الجنوب - يحق لنا أن نفتخر بما حققه التلال في لعبة كرة القدم في أوائل القرن العشرين والحادي والعشرين وبهذه الإيماءة وبهذه الاسطر أكون استكملت الحكاية الأولى وقدمت للرياضة والرياضيين صفحات وفاء لهؤلاء وفاءً للقدماء والمؤسسين والرؤساء السابقين للنادي والجدد دروساً مستفاده لشبابنا واشبالنا لتمتلئ قلوبهم بالتفاؤل وبالأمل بأن هناك من مر على التلال الرياضي والثقافي والاجتماعي وقاده بحس وطني وعشق دون مقابل مادي...وان شاء الله لو هناك عمر وعافية ومقدرة على الكتابة سأتناول من تجربتي الشخصية في نادي التلال لرئاسات أخرى «القديمة والحديثة» التي نعتز بالعمل معها إن شاء الله)).