ندخل العام الميلادي الجديد ووطننا ومواطنوه الشرفاء والطيبون يواجهون حصاراً صارماً من قبل شياطين القتل وتجار الحروب ومصاصي الدماء هذا الحصار الظالم الذي بدأ يحكم قبضته على مناطق آمنة في وطننا الطيب محولاً جزءاً غير قليل من مساحاته الجغرافية والبشرية إلى جماعات إنسانية تسير في مواجهة جرائم القتل وكأنها تسير من غير هدى على حقل من الألغام.
انفجار هنا، سيارة مفخخة هناك، دراجة نارية تحمل قاتلاً، وقاتل يضع قنبلته في الطريق العام والنتيجة في كل هذه الظروف تكون ان هناك عدداً من الأبرياء يسقطون قتلى من دون جرم ارتكبوه بل لمجرد انهم كانوا موجودين في المكان الغلط، والزمان الغلط .. النتيجة ان هناك العشرات من الأبرياء يسقطون قتلى وجرحى (رجال، نساء، أطفال).
الوطن في مواجهة مع الموت الذي هزه وجرحه وشوه سمعته وأعاق أمنه واستقراره ويقصف لقمة عيشه ويحارب تنميته ويهدر طاقاته وينهب ميزانيته وكل هذا على حساب المواطن الذي يعيش فيه وثمة اسئلة تطرح ببساطة الموت بسكين باردة .. هذه الاسئلة نجتهد ونضعها على النحو التالي:
ما هو الانجاز الذي سيتحقق لقاتل اطلق النار على موظف منتسب لقوات الأمن والجيش؟
ماهو الانجاز الذي سيحققه انتحاري فجر نفسه في مقر عام قاتلاً نفسه وعشرات من الأبرياء كل ذنبهم انهم كانوا يؤدون مهام عملهم؟.
ما هو الانجاز العظيم الذي تحققه جرائم القتل والقتل الآخر بدلاً من الرأي والرأي الآخر؟
ما هو الانجاز العظيم الذي سوف تحققه جرائم القتل ونحن نعرف ان الدم يورث دماً وان القتل يورث قتلاً وان رائحة الموت إذا سمحنا لها ان تنتشر فإنها لا تبقي ولا تذر.
هناك سلسلة غير متناهية من الأسئلة المشروعة والمخيفة خاصة وانها تتحدث عن جرائم القتل والقتل الآخر ولكن ما يدفعنا لكل هذا وما دفعنا للحديث عن هذا ان الوطن قد صار وضعه على كف عفريت فإذا غاب الأمن والاستقرار عن أي وطن وكل وطن فإن التنمية والاقتصاد والتجارة والسياحة والأمان والاستثمار تهرب منه ومن العمل فيه إلى أبعد نقطة في الكرة الأرضية؟
ومن هذا كله نقول ان حصار القتل الذي يهدد الأمن والاستقرار في الوطن ويهدد مستقبل البلاد يعتبر تحدياً خطيراً وعائقاً أكبر من أكبر سد، ومن أجل ان نعمل حلا شاملاً كاملاً يسقط حصار الموت على أمننا ووطننا وعلى حياتنا، فإن الدعوة يجب ان تكون عامة، عامة بمعنى ان على كل أبناء الشعب في عموم وطننا ان نقف وقفة رجل واحد إلى جانب جهود المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخبارية في التبليغ عن أية معلومات قد تؤدي إلى افشال أي شكل من أشكال المحاولات الارهابية والاجرامية التي تقصف حياة الأبرياء من أبناء شعبنا العظيم.
كلنا مسؤولون عن الوقوف امام تجار الموت والقتل، القتل بكل ما في الكلمة من معنى .. القتل للبشر .. القتل للأمن والاستقرار، القتل للتنمية، القتل لاستمرار الحياة بصورة آمنة.
يجب ان نحارب تجار الموت الذين قتلوا حقنا حتى في الحلم .. الحلم بأن يكون اليوم جميلاً والغد أكثر جمالاً.
تصوروا ان المواطن في هذه الأرض قد تضاءلت احلامه إلى درجة انه صار يحلم بصغائر الأمور كأن يحلم بأن لا ينقطع التيار الكهربائي وان يصل الماء إلى حنفية بيته وان لا تقطع الطريق صباح غد لأن يوم غد يوم العصيان المدني، صار يحلم ان يعود إلى منزله دونما تعرضه لقطاع الطريق فيجبرونه على النزول من سيارته قبل سرقتها، المواطن يتمنى ان لا يمرض أحد أولاده لأن الفلوس الباقية من الراتب لن تسعفه، فمرض أحد الأولاد ومعالجته تعتبر اليوم نكبة مالية.
لم نعد نحلم بالحب وبالرومانسية وبتقديم ابسط الهدايا لحبيباتنا، لم نعد نحلم بالسفر إلى الخارج لقضاء الاجازة السنوية لان بيعها أفيد لنا في ظل هذا الزمن الصعب الذي نعيشه هذه الأيام، وعليه فإن حصار الموت والقتل والتخريب يحاصرنا أفراداً وجماعات، يحاصرنا وطناً ومواطنين .. والسؤال: إلى متى سيظل القتل يلاحقنا، يلاحق حياتنا واستقرارنا ويؤثر على لقمة عيشنا؟
إلى متى سيظل القتلة يحتفلون بتعبنا وقلقنا وخوفنا ويحرقون اعصابنا وحقنا في ان نعيش مثلما باقي خلق الله.
إلى متى سيظل القتلة يتلذذون بأنهم يجبروننا ان ناوي لفراش نومنا مثل الأطفال مطلقين حقنا في السهر والسمر ومخاصمين وجه القمر والجلوس في حضرته في أي شاطئ من شواطئ هذه البلاد الجميلة التي صارت شواطئها مهجورة من العشاق لأن القتلة يتربصون حتى بالعشق.
أخيراً .. إللهم أنا نسألك ان تنصرنا على القتلة وتجار الموت، اللهم احمِ وطننا ومواطنينا وحقنا في الحياة والعبادة والحب والعيش بسلام اللهم نسألك ان تحفظنا برحمتك وأنت خير الحافظين.