في هذا الوقت تندفع حمم البركان السوري في اتجاه لبنان، حيث وسَّعت التطورات دائرة القتل والخطف والقنص في «ضيافة» طرابلس الفيحاء، بلوغاً عين الحلوة... تأميناً لعدالة «التوازن» بين الشمال والجنوب.
إلا أنَّ ذلك لا يشكِّل مفاجأة غير متوقَّعة. وما لم تطل إيران على المنطقة بترجمة عملية وإيجابيَّة لـ«الاتفاق التاريخي»، فإن حلقة الاضطرابات والمواجهات ستزداد اتساعاً، ازدياد خطورتها على الوضع اللبناني الذي لا يختلف عمّن ينزلق إلى حافة الهاوية.
وتأكيداً لموجة القلق التي تنتاب أصدقاء لبنان عربيَّاً ودوليَّاً، وجدت المفوَّضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي أن تزيح الستارة وتُعلن اتهامها الرئيس السوري بشّار الأسد «بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مع ما يترتّب على هذا الاتهام من تداعيات خطيرة»...
إلا أنَّ الأولويَّة دائماً لوقف القتال. لوقف قتل الأبرياء. لوقف الدمار الذي لم تعرف مثله الحروب العالمية، وفي كل أرجاء سوريا. وقبل أن تتغلغل «رقصة الموت الجماعي» في المناطق والمدن حيث الاختلاط والتنوّع لا يختلفان عن صحن السَلَطَة...
منذ اليوم الأول لإعلان «اتفاق جنيف»، قيل بصريح العبارة إن الامتحان الحقيقي لهذا الاتفاق ليس في إيران. ولا حتى في سوريّا. إنما هو في لبنان حيث الشلل والتعطيل يفتكان بالدولة والتركيبة والنظام، وأكثر مما تفعله الطائرات والصواريخ.
غير أن ما حصل، سواء في سوريا أو لبنان، كان العكس تماماً. وكان أن انفجرت الاشتباكات والاصطدامات في طرابلس الفيحاء، وفَلَت الحبل على غاربه في سوريا، في كل سوريا. جوّاً وبرّاً. وبالأسلحة الثقيلة والصواريخ البعيدة المدى.
فإلى أين، وإلى متى؟
وهل صحيح أن النظام يحاول تبليغ مؤتمر جنيف - 2، قبل انعقاده، أنه هو الحلّ الوحيد لهذا الانفلاش المُرعب لكل أنواع القتل والتخريب والتدمير؟
وانطلاقاً من هذه «الخطة» كانت العودة «التكفيريّة» إلى معلولا، وخطف 12 راهبة، ومعها المعارك العنيفة.
لا أحد يجهل، أو ينكر، أو ينفي، أن مفتاح الحل والربط في يد إيران. سواء بالنسبة إلى النظام السوري ورئيسه، أم بما يخصّ دور «حزب الله» في الحرب السوريَّة وعلى نطاق واسع...
ثمة ما يشبه الإجماع على أن مفتاح الفَرَج في جيب الرئيس حسن روحاني.