ولكن بعد وصول الاخوان للحكم ظهر الوجه الحقيقي لهم، جماعة رأت ان العنف هو الفريضة التي تتقرب بها لله، وأنه هو الذي سيساعدهم في قهر الأمة الجاهلية، وعلى الرغم من ذلك فان البعض لايزال حتى الآن ينكر عنف الاخوان! مع ان القصة واضحة للأعمى، وبالتالي فهي لا تحتاج الى خبير خطوط لفك ما ظنوا أنه طلاسم، فمحمود عزت هو المرشد الفعلي، وهو الآمر الناهي..ومحمود عزت هذا هو أحد رموز العنف في الجماعة، بل هو رمزهم الأكبر، وهو مبتدع نظرية «العنف المؤجل» التي استمد ملامحها من كتابات سيد قطب ثم قام بالتأصيل العلمي لها مستندا إلى ان العنف للوصول الى الحكم هو واجب لأن «ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب» الا ان العنف ينبغي ان تتم قسمته الى مرحلتين: المرحلة الأولى هي مرحلة الاستضعاف وفيها يقتصر الأمر فقط على التدريب على استخدام القوة، وتدريب الشباب على الألعاب القتالية ثم تدريب البعض منهم خفية وبحذر على استخدام السلاح، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التمكين ووقتها وفقا لتأصيل محمود عزت ينبغي ان تستخدم الجماعة العنف للوصول الى الحكم وفرض نظريتهم في الحكم بالقوة، فاذا ما اقتضى الأمر ان يطلب الشعب تداول السلطة فان الجماعة وفقا لنظرية عزت يجب ان تقاوم الشعب بالقوة، لأنه لا يجوز استفتاء الناس على الدين، ولأنه لا ينبغي ان تنزل جماعة المسلمين الاخوان عن الحكم لأنها آنذاك ستكون قد فرطت في أمر الله، وأضاعت مفاهيم «ان الحكم الا لله».
لم يكن محمود عزت وحده في خطته ولكن كان معه فريق عمل بعضهم ارتدى لزمن قناع «الاصلاحي» مثل عصام العريان، وبعضهم ارتدى قناع «الشيخ» مثل عبدالرحمن البر، وأحدهم هو الذراع اليمنى لمحمود عزت وهو محي الدين حامد كاتم أسرار فريق «العنف المؤجل» وأمين تنظيمهم الخاص ومعهم ممدوح الحسيني أحد أهم رجال محمود عزت والذي يدير الآن عمليات العنف في الشارع المصري مختفيا عن عيون الشرطة، مطمئنا ان أحدا لا يعرفه من الرأي العام.
ولعل هذا العنف الذي تمارسه الجماعة الآن في كل حين، تواجه به الشعب المصري بغرور ورعونة، سيكشف حتما ذات يوم قريب عن ان محمود عزت وأصحابه وأصحاب أصحابه من التكفيريين هم الذين وضعوا الحبل حول عنق الجماعة لتقضي نحبها، وذات يوم سيكتب التاريخ ان جماعة الاخوان مارست الانتحار وهي تظن أنها تجاهد في سبيل الله.