لكن الأيام دارت وتقلبت الأحوال، فمن المطارد والملاحق والسجين أحيانا، اعتلى العريان مع جماعته مقاليد السلطة في مصر بفضل ثورة الشباب في 25 يناير. والرجل الذي كان في غاية الأدب، والمبتسم دائما والمتواضع والخجول وصاحب الصوت الهامس، وصاحب التوجه الإسلامي القومي، أصابته لوثة السلطة وبارانويا الكرسي، وانقلب إلى الغرور والاستعلاء وإنكار الآخر، بل إنكار الماضى القريب مع أصدقائه وزملائه الذين ساهموا في أكبر خديعة سياسية في سنوات الثمانينيات والتسعينيات لتقديم العريان، معبرا عن الصوت الإسلامي المعتدل، امتلأ العريان بعد السلطة بمرض الكبرياء القاتل الذي أطاح به، رغم نصائح الأصدقاء له بأن «تلك الأيام نداولها بين الناس»، ونظر الكثيرون للعريان بأنه زعيم «الحمائم» داخل الجماعة ضد صقورها بقيادة الشاطر، ثم اتضح أن كل ذلك وهم، فالكل صقور، وإن توزعت الأدوار لخداع مراهقي السياسة والرومانسيين داخل التيار المدني والثوري. العريان توهم بعد السقوط في يونيو، وتساقط أركان الجماعة، أنه الزعيم والملهم والقائد الذي سيحرر الجماعة من سلطة «الانقلاب»، وقاد الثورة من مخبئه عبر قناة الجزيرة، فكان سقوطه بمثابة انهيار أحلام وأوهام الفتى الإخواني الطائش.
لكن الأيام دارت وتقلبت الأحوال، فمن المطارد والملاحق والسجين أحيانا، اعتلى العريان مع جماعته مقاليد السلطة في مصر بفضل ثورة الشباب في 25 يناير. والرجل الذي كان في غاية الأدب، والمبتسم دائما والمتواضع والخجول وصاحب الصوت الهامس، وصاحب التوجه الإسلامي القومي، أصابته لوثة السلطة وبارانويا الكرسي، وانقلب إلى الغرور والاستعلاء وإنكار الآخر، بل إنكار الماضى القريب مع أصدقائه وزملائه الذين ساهموا في أكبر خديعة سياسية في سنوات الثمانينيات والتسعينيات لتقديم العريان، معبرا عن الصوت الإسلامي المعتدل، امتلأ العريان بعد السلطة بمرض الكبرياء القاتل الذي أطاح به، رغم نصائح الأصدقاء له بأن «تلك الأيام نداولها بين الناس»، ونظر الكثيرون للعريان بأنه زعيم «الحمائم» داخل الجماعة ضد صقورها بقيادة الشاطر، ثم اتضح أن كل ذلك وهم، فالكل صقور، وإن توزعت الأدوار لخداع مراهقي السياسة والرومانسيين داخل التيار المدني والثوري. العريان توهم بعد السقوط في يونيو، وتساقط أركان الجماعة، أنه الزعيم والملهم والقائد الذي سيحرر الجماعة من سلطة «الانقلاب»، وقاد الثورة من مخبئه عبر قناة الجزيرة، فكان سقوطه بمثابة انهيار أحلام وأوهام الفتى الإخواني الطائش.