ولاشك أن عاصفة من الآلام والمواجع المتداعية الى القلوب والنفوس قد باغتت كل الذين عرفوا الاستاذ الجليل محمد الشرفي بعد قراءتهم لما كتبه الاستاذ الجليل الدكتور عبدالعزيز المقالح في يوميات الثورة المشار إليها سابقا ودعوته المخلصة للتضامن معه والدعاء بالشفاء لذلكم الانسان العظيم الذي افنى كل ما مضى من حياته اطال الله في عمره وحفظه وشفاه من كل ما يعانيه في الجهاد الاكبر والعطاء والبذل من اجل رفعة الوطن وتقدمه وعزة الشعب وانتصار ارادته والتفاني في تحقيق اهداف ثورته بل وفي تحقيق ذاته في توظيف كل افكاره وقدراته كمبدع متميز.. وشاعر متفرد.. وكاتب رائد ومسؤول مخلص وصادق في المواقع التي تولى المسؤولية فيها وكإنسان صاحب نفس صافية وقلب ودود وشخصية مرموقة في قمة التواضع والخلق الجميل.
نعم عرفته عن قرب وزاملته في العديد من الاعمال الثقافية المهمة ولكن الاعظم من ذلك انني تعلمت منه الكثير من الصفات القيمية التي يجب ان يتحلى بها صاحب القلم الحر.. وكل ثائر مجاهد ووطني غيور من الجرأة.. والشجاعة والمواجهة الحاسمة والتفاني من اجل القضية التي يؤمن بها ولكل ذلك قصص كثيرة تستحق ان تروى لأنها ترمز للبطولة في مواجهة التخلف بكل صوره والعقليات المتحجرة بكل قسوتها وضراوتها!!
نعم كيف لا نقف معك يا استاذ محمد بعواطفنا ومشاعرنا وبكل قدراتنا وكيف لا يقف الوطن كله معك بقيادته السياسية العليا ومكوناته الثقافية وبكل فئاته؟ وهل يقدرون جميعا ان يفوا بحقك.. ويؤدوا ما تمليه عليهم واجبات الوفاء والعرفان تجاه من غمر حياتنا الثقافية الجديدة بالعديد من الاعمال الادبية الرائعة وكأنه نذر كل طاقاته وقدراته للابداع العظيم شعرا ومسرحا وكتابات متنوعة اثرت المكتبة الوطنية والعربية.. ورسمت بصمات ستظل مشرقة في الحركة المسرحية اليمنية وفي معركة المواجهة الاجتماعية والثقافية لنصرة اهداف الثورة اليمنية المباركة «سبتمبر واكتوبر» ونشر الوعي الوطني وبناء الارادة الوطنية المستنيرة، كيف لا نقف معك وانت الذي كنت ومازلت سخيا في عطائك من يوم عرفت نفسك قادرا على البذل والمشاركة الفاعلة في الاذاعة وفي الصحف السيارة وما أصدرته من الدواوين والكتب التي تجاوزت الاربعين عملا.. وعلى خشبة المسرح ولاشك بأنه لازال في نفسك الكثير بالنسبة للشاشة الصغيرة والتي كرست جهودك معتكفا لكتابة أهم الاعمال الدرامية عن الحركة الوطنية اليمنية مسلسلا من ستين حلقة نأمل ان يجد طريقه الى الانتاج بإذن الله ولذلك قصة سوف تحكيها انت بمشيئة الله.
نعم انك مثل اقرانك من الادباء والشعراء من جيل الستينيات عرفت من وقت مبكر من العمر ما هو المطلوب منك في خضم الثورة المباركة ونصرتها والجهاد من اجل ترجمة اهدافها في الواقع العملي وبالاساس في حقول التنمية الثقافية بإنتاج ابداع وطني جديد شعرا ومسرحا وكتابات درامية متعددة ملتزمة ومعبرة عن روح وطنية أبية وإرادة ثورية متطلعة اسهمت بكل السخاء في صياغة صورة الحياة اليمنية الحرة والكريمة والتي هي اليوم أمس حاجة واكثر تطلعاً للمزيد من انتاجك العظيم.. الملتزم والذي ظل الاقرب لحاجة الايقاظ والتنوير والمنتصر في معركة النهوض وتكوين الوعي الجديد السبيل الامثل لصنع التغيير.
شفاك الله ورعاك واعادك الى وطنك في صحة وعافية والشكر مستحق للاخ السفير الدكتور شايع محسن على كل ما قام ويقوم به.