وما حدث مساء الثلاثاء الماضي، ومحاولة أعضاء الجماعة غزو ميدان التحرير لم يكن هذه المرة بهدف دخول الميدان بقدر إيصال رسالتين من الجماعة، الأولى رسالة داخلية هدفها عمل بروفة لما قد يحدث في 6 أكتوبر القادم، حيث أعلنت الجماعة عن مظاهرات ضخمة تحت أسماء مختلفة، ووضعت ميدان التحرير هدفًا رئيسيًا لاحتلاله والعودة إليه، وما قامت به مساء الثلاثاء لم يكن سوى بروفة لكوادرها، حتى يتم تنفيذ مخططها يوم السادس من أكتوبر.
الرسالة الثانية التي تريد الجماعة المحظورة إيصالها من غزوة ميدان التحرير كانت موجهة إلى السيدة كاثرين آشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، والتي تزور مصر الآن، وستجري مباحثات مع قيادات في المحظورة، وما يسمى بتحالف دعم الشرعية.. فالجماعة تريد أن تقول لآشتون إن تواجدها في الشارع كبير، وإن مظاهراتها موجودة في كل ميادين مصر بما فيها التحرير، ومن المؤكد أن الجماعة ستقدم لآشتون سيديهات مفبركة ومنقولة من قناة الجزيرة عن مظاهرات الإخوان الوهمية، في محاولة من الجماعة للترويج للأكاذيب التي يعدون فيها منذ الإطاحة بهم من الحكم، وهي الأوهام التي ظلت قيادات الجماعة تروج لها، وتزعم أن طرد مرسي من قصر الاتحادية سيقابل بمظاهرات عارمة، وهو الوهم الذي تريد الجماعة تصديره للخارج، خاصة كاثرين آشتون، لهذا سعت قيادات الجماعة إلى أن تستقبلها بمظاهرات فاشلة في ميدان التحرير فيما عرف بـ«غزوة التحرير»، والتي لم يكتب لها النجاح بسببب تصدي المواطنين للهجمة الإخوانية على التحرير، وأنا على يقين بأن الإخوان لن تكرر عملية غزو التحرير مرة أخرى.