لا يمكن تسمية أو تفسير ما جاء فى كلمة الرئيس التونسي المؤقت إلا بأنه تدخل واضح في شؤون دولة أخرى مازالت تقدر ما حدث في تونس من ثورة على الاستبداد السياسي وتتمنى للدولة الشقيقة أن تمضي في طريق تحقيق أهداف ومطالب وطموحات الشعب التونسي الشقيق في تأسيس دولته الديمقراطية العصرية بعيداً عن الفاشية الدينية وسيطرة تيار الإخوان وتنظيمه الدولي.
ما نستغربه فعلاً ما جاء في كلمة المرزوقي دفاعا عن «الإخوان»، وهو المفكر اليساري الذي يعرف جيداً تاريخ هذا التيار الدموي المعادي لحرية الرأي والفكر وحقوق الإنسان، الذي تلوثت يده بدماء العرب والمصريين في مراحل تاريخية مختلفة، وأظهر فشله وعجزه في حكم مصر وأحدث انقساماً وانشقاقاً حاداً داخل المجتمع المصري والعربي بشكل عام ولم يكن سيطرته واستحواذه ووصوله إلى الحكم لوجه الله والوطن بل من أجل التنظيم والأهل والعشيرة، وهو ما يعاني منه الشعب التونسي الآن وأعلن تمرده عليه. الرئيس المنصف المرزوقي عانى من ويلات زين العابدين بن علي وغير معروف عنه طوال تاريخه، التحول السياسي والانقلاب الفكري أو أنه كان «خلية إخوانية نائمة» أو أنه أحد يتامى الإخوان في تونس المتباكين على سقوط إخوانهم في مصر، إلا إذا كان التدخل في شؤون مصر محاولة لإنقاذ نظام الإخوان في تونس قبل دعوة حركة «تمرد» التونسية إلى نزول الشعب لإسقاط هذا النظام، فالثورة المصرية في 30 يونيو تظل دائما في خلفية المشهد السياسي في تونس وباقي العواصم العربية. وعلى الرئيس المنصف أن يعود إلى التاريخ ويفيق من صدمة زوال الإخوان ويقرأ جيداً وبإنصاف ما حدث في 30 يونيو من ثورة على الإخوان بإرادة شعبية انحازت إليها مؤسسات الدولة الوطنية.