كما لجأت قيادات الإخوان وشيوخهم وواعظيهم الى تثبيت تلك الفكرة فى عقل ووجدان هؤلاء البسطاء , من خلال الضرب على وتر الدين والتدين , وحب الاسلام وحب فكرة الشهادة فى سبيل الله , وتطبيق شرع الله , فإستخدموا ورقة الأحلام والرؤى , حيث تكرر على منصات رابعة مشهد وقوف إحد هؤلاء الشيوخ والواعظين ليروى للمعتصمين ما رأه فى الحلم أو الرؤية , والتى تعددت وإختلفت تفاصيلها لكنها إجتمعت على هدف واحد هو أن للرئيس المعزول مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى, وأنه تم إختياره ليكون سببا فى نصرة الدين الإسلامى فى زمن المكائد التى تبغى النيل منه , فتضمت تلك الرؤى أشياء يستحيل على اى إنسان عاقل أن يصدقها, بداية من نزول جبريل عليه السلام، ثم إمامة «المعزول» للرسول «عليه الصلاة والسلام»، نهاية بنزول العذراء مريم , ومع إستمرار حالة الشحن النفسى والمعنوى لهؤلاء المعتصمين صدقوها وأمنوا بها, بل وبمجرد سماعها تعلوا أصواتهم بالتهليل والتكبير والحمد , ويزداد حنينهم وتمسكهم بالشهادة والحصول على جائزتهم التى وعدوا بها فى جنة الفردوس وهى حور العين وكانت اخر أوراقهم هى إستخدام النساء والأطفال دروعا بشرية , فتتقدم مسيراتهم مجموعة من النساء والأطفال ليحتمى بها الرجال حتى اذا تعرضت المسيرات لأى خطر يكون القتلى والمصابون منهم ليكسبوا دعم وتعاطف وحماية العالم الخارجي والداخلي لهم وتصوير المشهد على أن القوات المسلحة والشرطة تمارس العنف ضد النساء والأطفال , وبلغت القسوة فى قلوبهم اشدها حينما تم إستغلال الأطفال حديثي السن من مؤسسات رعاية اجتماعية ودور أيتام تابعة لقيادات داخل الجماعة كأداة سياسية حيث تقود جماعة الاخوان مسيرات للأطفال وهم يحملون أكفانهم وقد كتب عليها «مشروع شهيد»، ما أثار سخط المنظمات العالمية والمجتمعات الدولية وهذا الأمر إن دل على شىء فإنما يدل على إفلاس جماعة الإخوان سياسيا فلم تجد أمامها سوى الأطفال والنساء من أجل تحقيق أهدافها السياسية التي فشلت في تحقيقها حين وصلت للحكم.
هذا العمل الدنيء على عكس توقعات الإخوان لم يكن فى صالحهم بل إنقلبت عليهم المؤسسات الحقوقية والدولية ووضعتهم فى موقف ضعيف حيث إنتقدت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، إصرار جماعة الإخوان على استغلال الأطفال في السياسية، ووضعهم في صدارة التظاهرات، ما يعرّض حياتهم للخطر.
وقالت المنظمة إنها قلقة جدًا من التقارير التي تتحدث عن أطفال قتلوا أو أصيبوا خلال المواجهات العنيفة في مصر مؤخرًا وأضافت أن الصور المزعجة التي التقطت للأطفال أثناء التظاهرات تشير إلى أن استغلالهم يحصل عن عمد في بعض المواقف، ويعرضهم لخطر مشاهدة العنف أو أن يصبحوا ضحايا له.
وأضافت المنظمة الأممية أن مثل هذه الأفعال لها آثار جسمانية ونفسية مدمرة طويلة الأمد على الأطفال وناشدت جميع القوى السياسية عدم استغلالهم في تحقيق أغراض سياسية، وحمايتهم من أية أضرار محتملة وهنا تأكد أمام الجميع كذب مزاعم الأخوان بأن غضبتهم وجهادهم من أجل تطبيق شرع الله لم يكن سوى كذبة كبرى لتحقيق مخططاتهم السياسة على وحلمهم للزعامة فإن كان كما يدعون فلماذا لم ترفع الأكفان فى سبيل الله ونصرة الحق المغتصب فى القدس وفلسطين للأسف لم يتذكروا الشهادة , ولم يحشدوا لها , ولم ترفع الأكفان إلا فى سبيل الكرسي والسلطة الزائفة فهل مازال هناك عقلاء بهذا الوطن يدركون خطورة الصمت على هؤلاء ؟؟ وكيف مع هذا الخصم المفتقر الى الحكمة وأبجديات السياسة التى تحكمه قاعدة واحدة هى إما الإنتصار أو الإنتحار أن نتبع أسلوب التفاوض؟
هؤلاء الأتباع يعتقدون أن اعتصامهم رباط في سبيل الله وليس احتجاجا سياسيا، كما أنهم لا يتصرفون انطلاقا من قناعة ذاتية وإنما طاعة لأوامر المرشد، وطالما لم يأمرهم بالمغادرة فإنهم باقون طمعا في أجر الطاعة.