الوسيلة الأولى: ادعاء أن 30 يونيو سيكون يوما عاديا، سيمر مثل كل الأيام التي نظم فيها شباب الثورة والمعارضة مظاهرات ومسيرات ضمت عشرات الآلاف، أى أن الملايين لن تخرج، ولن تحدث ضغوط على الرئيس، أو الحكومة على غرار 25 يناير.. الوسيلة الإخوانية الثانية: تخويف المواطنين لمنعهم من المشاركة في 30 يونيو، من خلال إطلاق أكاذيب وشائعات تؤكد أن المظاهرات ستؤدي إلى العنف، وحروب شوارع بين بلطجية الفلول، وشباب القوى الإسلامية التي ستدافع عن الاتحادية، ومنشآت الدولة ضد محاولات التخريب، واحتلال مفاصل الدولة. طبعا أكاذيب الإخوان المدعومة بتهديدات الجماعات الجهادية لا تستهدف فقط نشر الخوف والفزع بين الناس، إنما أيضا تهديد شباب الثورة بالضرب، وربما القتل إذا حاولوا الاعتصام السلمي أمام الاتحادية، أو مقرات الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان.
والوسيلة الثالثة هي الربط الخاطئ بين المشاركة في مظاهرات 30 يونيو، والخروج على الحاكم، وتأثيم هذا الفعل، وتكفير المشاركين فيه، تحت دعوى أن المظاهرات ستقود إلى الفوضى، وتخريب البلاد، والإضرار بمصالح العباد. وهذا المنطق غريب عن فكر وسلوكيات الإخوان أيام أن كانوا في المعارضة، كما أن الأزهر فضح هذا المنطق المغلوط، لأن المعارضة السلمية حق من حقوق المسلم. والوسيلة الرابعة هي الاستقواء بواشنطن.. في هذه الإطار هناك تصريحات ومحطات مهمة، منها تأكيد السفيرة الأمريكية احترام بلادها لنتائج الصندوق، وبالتالي شرعية مرسى، ومنحه مزيدا من الوقت، لأن سنة واحدة لا تكفي، كما أكدت رفض تدخل الجيش في السياسة، ما يعنى تحذير المعارضة من خيار التغيير الثوري، ورفض خيار الانقلاب العسكري. في المقابل تغير موقف الرئاسة من الأزمة السورية، وأعلن مرسى دخول مصر كلاعب رئيسي في تنفيذ الرؤية الأمريكية للصراع في المنطقة بين السنة والشيعة.
الوسيلة الخامسة: الربط الزائف بين استمرار مرسى في الحكم، والاستقرار واستمرار المشروع الإسلامي، وتطبيق الشريعة الإسلامية. وهنا لابد أن نلاحظ أن مرسى وجماعته يستعيران الفكرة من مقولة مبارك: أنا أو الفوضى!، لكنهما نسيا أن مرسى لم يحقق الاستقرار خلال سنة كاملة، بل نشر الانقسام والفوضى في المجتمع، كما لم يسعَ خلال عام كامل لتطبيق الشريعة، أو تحديد ملامح ما يسمى المشروع الإسلامي.
الوسيلة السادسة: الاستعراض بحشود إخوانية في الصالة المغطاة، وفي رابعة العدوية، فيما عرف بمليونية «لا للعنف»، وهى لم تكن مليونية، فالأعداد التي شاركت لا تزيد على ثلث مليون، رغم أن الجماعة حشدت لها من كل المحافظات. والمفارقة أنها لم تكن ضد العنف، بل كانت رسالة تخويف وتهديد بقوة التيار الإسلامي وقدرته وخبرته على ممارسة العنف، حيث رفعت شعارات وتأويلات لتبرير قتل المعارضين، وتكفي هنا الإشارة إلى ما أعلنه إرهابي جهادي: قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار! .. كل أساليب الإخوان السابقة تعود إلى كارثة الاستقطاب في المجتمع والاقتتال الأهلي.