ان اعتراف وايمان الشعب اليمني بكل مكوناته وأحزابه وبمختلف شرائحه وتوجهاته بعدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها لهو أمر غاية في الاهمية ويستدعي التوقف عنده ، ذلك ان هذا الاعتراف الصريح الواضح لعدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها له أبعاد غاية في الأهمية لعل أهمها ان القضية الجنوبية أصبحت قضية الشعب اليمني بأكمله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وليست قضية فئة بعينها او حزب بذاته كما أنها ليست قضية الإخوة الجنوبيين دون غيرهم.
وليعلم المشككون والمزايدون بالقضية الجنوبية انه لم يعد هناك من جدوى للتشكيك في القضية الجنوبية وعدالتها ومن يشكك في عدالة القضية الجنوبية ومشروعيتها ومصداقيتها وأهمية انتصارها فهو إما ان يكون جاهلا او جاحدا او فاقداً للعقل وإما ان يكون واحدا من أولئك الفاسدين العابثين الذين نهبوا وعبثوا بثروات الجنوب ومكتسباته وخيراته وبالتالي فان القضية الجنوبية بالنسبة لهؤلاء الفاسدين هي العدو الأكبر كونها كشفت سوأتهم وعرتهم أيما تعرية وكون هذه القضية جاءت أصلا نتاج نهب أولئك النفر للأرضي والمكتسبات وهي أي القضية الجنوبية من سوف تعيد الأرض والأملاك المنهوبة والمال المصادر وسوف تعيد للمظلوم حقه من الظالم طال الزمن ام قصر.
القضية الجنوبية التي كثر الحديث عنها اليوم واحتلت في الآونة الأخيرة أهمية بالغة لدى الساسة وأصحاب القرار لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت نتيجة تراكمات لتصرفات خاطئة تمت ممارستها من قبل النظام السابق ما أدى إلى تهميش عدد كبير من أبناء الجنوب و نهب أراض شاسعة في عدد من المحافظات الجنوبية وما تقرير باصره وهلال الشهير ببعيد عنا أضف الى ذلك ان تلك الممارسات الخاطئة من قبل النظام السابق ترتب عليها الاستيلاء على ثروات وممتلكات خاصة وعامة حتى وصل النهب إلى حد لا يطاق اذ وصل الى مستوى نهب الآبار النفطية وتقسيمها بين عدد من النافذين والفاسدين في النظام السابق ومازال عدد من هؤلاء محتفظاً بحصته ونصيبه من تلك الآبار النفطية حتى اليوم وهذا هو ما جعل أبناء الشعب اليمني قاطبة يؤمن بان هناك قضية جنوبية عادلة ومشروعة بالفعل بحاجة إلى حل عادل ومرض ومنصف وحلول ناجعة وهذا يجعل أمام الرئيس والحكومة الحالية واجباً أخلاقياً وإنساني قبل أن يكون قانونياً ودستوري في حل هذه القضية والانتصار لها ومن هنا فان القضية الجنوبية تشكل أهمية بالغة كما ان لها تبعات وآثاراً على الأمن والاستقرار والتنمية ذلك ان تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلد مرهون بالدرجة الأولى بانتصار القضية الجنوبية.
والملاحظ ان القضية الجنوبية قد اخذت حيزا كبيرا من جدول مؤتمر الحوار الوطني فهي اي القضية الجنوبية من أهم القضايا الوطنية التي تناقش في الحوار الوطني بل أنها القضية الأساسية والرئيسية في الحوار الوطني وانتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية هو المقياس الفعلي والحقيقي لنجاح الحوار الوطني وبدون ذلك فانه لن يكتب للحوار الوطني اي نجاح على ارض الواقع فانتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية غاية في الأهمية ذلك ان انتصار الحوار الوطني للقضية الجنوبية انتصار للوحدة وللأمن والاستقرار وللتنمية الشاملة إذ ان الأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها مرتبطه ارتباطا وثيقا ومباشرا بمدى الاهتمام بالقضية الجنوبية وحلها حلا منصفا وعادلا بعيدا عن فرض حلول غير مجدية من قبل أطراف حزبية وقبلية قد تكون هي الأطراف نفسها التي نهبت الأراضي والممتلكات العامة والخاصة في الجنوب وقد تكون هي الأطراف نفسها التي دأبت على تهميش وإقصاء الجنوبيين.
يأتي العيد الـ 23 للوحدة اليمنية بعد ان ترسخ مفهوم لدى الشعب اليمني بضرورة الانتصار للقضية الجنوبية والخروج من الحوار الوطني بحلول ناجعة تنتصر لهذه القضية ولأهلها ذلك ان الانتصار للقضية الجنوبية يشكل اهمية بالغة فالانتصار للقضية الجنوبية ليس انتصارا للإخوة في جنوب الوطن بل هو انتصار للوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.. هو انتصار لكافة ابناء الشعب اليمني بمختلف توجهاته وشرائحه هو انتصار للتنمية والاستثمار انتصار للسياحة والإعمار انه انتصار للعدل والمساواة انه انتصارا للزوجة التي فقدت زوجها وللأبناء الذين فقدوا أباهم وللام التي فقدت ابنها وللأخوة الذين فقدوا إخوانهم انه انتصار لكل من تم إقصاؤهم وتهميشهم ولكل من نهبت أرضه وسلب ماله وانتهكت كرامته انه انتصار لكل الشهداء والجرحى الذين ناضلوا من اجل القضية الجنوبية وضحوا في سبيل انتصارها انه انتصار للحرية والكرامة والإنسانية .
رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]