فكفانا لعباً بالنار كفانا استهتاراً بامن الوطن واستقراره كفانا استهتاراً بمعيشة الموطن كفانا تفريطاً بالسيادة الوطنية كفانا مزايدة بقضايا الوطن فالوطن وطن الجميع وبناؤة واعماره وتشييده وامنه واستقراره والنهوض به مسئوليتنا جميعا واذا كان هناك من يعتقد ان بامكانه جعل اليمن ملكا خاصا له فهو واهم ذلك ان اليمن وتاريخه ورجاله وثرواته ومكتسباته وموقعه الاستراتيجي اكبر من ان تبتلعه جماعة او حزب او عائلة .
لقد طال أمد الانقسامات والخلافات والصراعات بين ابناء الشعب اليمني الواحد وزاد خطرها وتوسع اثرها وانعكست سلبا على جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فالجمهورية اليمنية وكما نعلم جميعا تشهد تدهورا ملحوظا في جميع مناحي الحياة فالامن والاستقرار منعدمان تماما وعجلة التنمية الاقتصادية هي الاخرى ليس لها اي دور يذكر على ارض الواقع كما ان نسبة الفقر والبطالة والجهل تزداد وتتوسع رقعتها يوما بعد يوم حتى اضحى 60 % من ابناء الشعب اليمني وبحسب التقارير الدولية تحت خط الفقر فيما اصبح 50 % من ابناء الشعب اليمني يعانون من الجهل والامية . القطاع التعليمي والصحي هو الآخر يشهد تدهورا كبيراً هذا الوضع المزي والمتردي وتلك المؤشرات والنسب المذهلة والخطيرة لم تكن وليدة اللحظة ولم تأت من فراغ كما انها لم تأت نتيجة كوارث طبيعية لقد جاء هذا الوقع المؤلم والمزري في اليمن نتيجة للمارسات الخاطئة للصراعات والانقسامات والخلافات والحروب التي شهدتها اليمن باستمرار طوال العقود الماضية والتي مازلنا نعيشها حتى اللحظة وهذه هي تبعات الصراعات والانقسامات والحروب وتلك هي مخلفاتها وآثرها .
ان امام ابناء الشعب اليمني خيارين اثنين لاثالث لهما اما الحوار او الحرب الاهلية تلك هي الخيارات المحدودة المتاحة امام اليمنيين وعليهم ان يختاروا ويحددوا بانفسهم ملامح مستقبلهم وكلا الخيارين متاحان لهم فاما ان يختاروا حوارا ينتج عنه امن واستقرار وتنمية وبالتالي تحسين وتطور ونهضة الوطن والمواطن في شتى مجالات الحياة او ان يختاروا ويسلكوا طريق الحرب الاهلية وما ينتج عنها من دمار وخراب وخسائر بشرية ومادية وبالتالي القضاء على الوطن وتدميره تدميرا نهائيا.. شخصيا لااعتقد البتة ان هناك عاقلاً لايريد ان ينعم بنعمة الامن والاستقرار ولااعتقد ان هناك عاقلاً يقبل بمنطق الصراعات والحروب وبالتالي لايوجد يمني يفضل خيار الحرب على خيار الحوار الا اننا احيانا قد نختار الطريق التي تؤدي بنا وبالبلد نحو خيار الحرب سواء بقصد او بدون قصد ذلك ان لأن التزامنا بالتهدئة الاعلامية لايساعد على تهيئة الاجواء امام انعقاد مؤتمر الحوار الوطني كما ان الارتهان لصراعات الماضي وخلافاته هو الآخر يؤدي الى مزيد من الصراعات والانقسامات وهذا لايساعد على تهيئة الاجواء امام انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الامر الذي قد يفشل الحوار الوطني واذا مافشل الحوار لاسمح الله فعندها لن يكون امامنا من خيار سواء الحرب .
ان تهيئة الاجواء المناسبة والمناخ الملائم وانجاح الحوار ليس مهمة ومسئولية رئيس الجمهورية او حكومة الوفاق فحسب كما انها ليست مسئولية الاحزاب والقوى السياسية فقط بل هي مسئولية ومهمة جميع ابناء الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم وشرائحهم فنحن اليوم مطالبون اكثر من اي وقت مضى في التهدئة الاعلامية وطي صفحة الماضي بكل احزانها وآلآمها ومرارتها ومهما كان حجمها وعدم الارتهان لصراعات الماضي ومخلفاته ذلك اننا اذا ظلينا نعيش الماضي فلن نصل الى السمتقبل المشرق وما يجب علينا اليوم القيام به هو ان نبحث عن الحلول والمعالجات التي تعمل على انجاح الحوار الوطني وبالتالي يجب علينا جميعا ان ننظر الى الوطن بعين المسئولية وان نغلب مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية والحزبية ولنجعل من نقاشاتنا واجتماعاتنا ورش عمل لايجاد الرؤى والاستراتيجيات التي تعمل على اخراج البلد من عنق الزجاجة بما من شأنه تطوير الوطن في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هذا هو ماينبغي علينا جميعا فعله وهو مايجب علينا القيام به واذا ماقمنا بذلك فاننا سوف نصل الى اليمن الجديد والى يمن الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون التي طالما حلمنا وتغنينا بها.
بامكاننا تحقيق الاحلام التي حلمنا وتغنينا بها وجعلها حقيقة نعيشها على ارض الواقع و بامكاننا ايضا الوصول الى الغد المنشود والمستقبل المشرق وذلك امر ليس بالمستحيل وما ينبغي علينا القيام به ولكي نحقق احلامنا ونجعلها واقعا نعيشه وحتى نخرج البلد من عنق الزجاجة وحتى نصل الى الغد المنشود والمستقبل المشرق يجب ان نخلص النية الصادقة لله ثم للوطن ونتجه جميعا الى انجاح الحوار الوطني فتلك هي متطلبات المرحلة الحالية وهو ماينبغي علينا جميعا الالتزام به .
رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]