وزير الخارجية الجديد مشهود له بعلاقاته الجيدة بجماعة الإخوان منذ بدء اتصالاته ولقاءاته بقياداتها بعد قيام الثورة مباشرة بمباركة من الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما التي رأت في الإخوان الفصيل المؤهل لحكم مصر بعد الثورة، وراهنت عليه في مقابل تفاهمات وصفقات وتطمينات سارعت الجماعة إلى تحقيقها مع «الصديق الأمريكي» وتبديد مخاوفه من حدوث تغيير في السياسة الخارجية المصرية بعد صعود الإخوان تجاه المصالح الأمريكية في المنطقة وتجاه أمن إسرائيل، الإخوان بقيادة الرئيس محمد مرسي قدموا للولايات المتحدة وإسرائيل في 8 شهور ما رفضه النظام السابق في 30 عاماالذي كانت له خلافاته أحيانا مع الإدارة الأمريكية، فقد نجحت إسرائيل في تحقيق غرضها باتفاقية غزة الأخيرة بضمانة مصرية ومنع أي هجمات من القطاع ووضع أجهزة مراقبة على طول الحدود المصرية في سيناء. ومنذ تلك الاتفاقية لم تقع عملية مقاومة واحدة من حماس على إسرائيل.
في المقابل الغطاء السياسي الأمريكي ومباركة أوباما وإدارته ووزير خارجيته لسياسات القمع والاستبداد لنظام الحكم الجديد كانت واضحة، فزيارة وزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أعقبها الإطاحة بالمجلس العسكري ثم الإعلان الدستوري المستبد للرئيس مرسي دون عتاب أو إظهار «العين الحمراء» وإبداء القلق على الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان مثلما كانت تفعل مع مصر في السابق، الزيارة الحالية لوزير الخارجية جون كيري ترافقها جرائم قتل وسحل ودهس وامتهان لكرامة المتظاهرين الغاضبين في المنصورة وبورسعيد، ومع ذلك يصمت عن كل ذلك دون إشارة إليه أو الحديث عنه في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية المصري مساء السبت، وتأكيد الانحياز الأمريكي الكامل للإخوان الذين أصبحوا الرعاة الجدد للمصالح الأمريكية سواء في مصر أو في المنطقة ومن بينها حماية أمن إسرائيل.
أمريكا ترى في الإخوان «الكنز الاستراتيجي» الجديد بعد تنحى نظام مبارك الذي يبدو أننا بحاجة لإعادة قراءة له بعد أن جاء حكم الإخوان.