عادة لا تلقى المنتجات التي لا تحمل علامة تجارية معروفة والتي يطلق عليها بالعامية مصطلح «ماركة»، إلا إذا تم تجريبها الناجح في مهمات صعبة و ظروف قاسية، (مثل سيارات التيوتا) «مع شديد الاعتذار و التأسف للشركة ومنتجاتها على مثل هذه المقارنة المُسِفة، حيث كانت المهمة الصعبة هنا هي حملة شعواء، وُجِهت بكثير من الحقد و الإساءة إلى مؤسسة الرئاسة و تناولت فخامة الرئيس شخصياً و عددا من أبنائه، بالهجوم قدحاً وتجريحاً فاجراً وإساءةً مباشرةً، لا يمكن وصفها سوى بأنها اجتراء فج على سيادته وأبنائه، و أما الظروف القاسية فهي استمرار تداعيات ذلك الارتجاج الذي عاشه الوطن على مدى عامين، بفعل من التسونامي الاجتماعي /السياسي/ الاقتصادي، المصاحب «لزلزال الربيع العربي» أو سموه كيفما شئتم، وبما أن ذلك الاجتراء لا يمت للديمقراطية وحرية الرأي بصلة ، كما لا يجوز التعامل معه على انه احد تعبيرات ممارسة التصعيد الثوري، لاسيما إن كان ذلك من دون جرم جرى ارتكابه من فخامته أو أبنائه، حيث اختص بذلك الاجتراء كثير من الأدعياء في مهنة الصحافة «من طالبي الله بجشع وهواة الشهرة السريعة»، (نخب أول ذلك البازار) سيئ الصيت و الرائحة من الباحثين عن أقصر الطرق للفوز الرخيص الكلفة بكلتا الحسنيين التي يطلبونها.
كل ذلك أمر يصعب بلوغه أو التوافر على فرص تحقيقه مطلقاً، في ظل ظروف صحية أو مناخات طبيعية في أي دولة متعافية من دول العالم، لكن الدول تصاب أحياناً بحالات مرضية ميدانها القيم و الأخلاق، مثلما تصاب عموم الكائنات بالأمراض التي يكون ميدانها جسم الكائن ذاته، وجزماً تعيش بلادنا واحدة من تلك الحالات المرضية الواضحة التجليات، والتي تجاوزت القيم و الأخلاق لتستوطن في نفوس البعض كذلك، ولكن بعكس طبائع الأشياء و منطق الأمور اللذين رسخا كمخزون معرفي في الوعي والذاكرة الجمعية للمواطنين، فقد ظهرت عوارض تلك الحالة المرضية بصورتها الأشد فتكاً عند رهط من عليةِ القوم في النخبة الحاكمة، لذا صار محتماً أن تنتقل العدوى إلى الفئات الأقل تحصيناً و الأكثر اقتراباً من تلك النخبة، والذين هم من سبقت الإشارة إليهم آنفاً، أي هواة الشهرة السريعة و الأدعياء المتكسبين من مهنة الصحافة الورقية و الالكترونية.
فبفضل ما حازته تلك النخبة من مهارات و خبرات تآمرية في إدارة الصراع والخصومات مع الفرقاء، عبر زمن يزيد عن ثلاثة عقود من التربع على كراسي السلطة، التي راكمت لديها كثيراً من الطرق الوضيعة بخبثها وفي مقدمها تكتيكات «فن الضرب تحت الحزام»، تمكن ذلك الرهط من تجنيد فيلق من آكلي السحت و هواة الشهرة، من خلال عدد من الأساليب لعل أسهلها إفساداً هو شراء الذمم و مكافأة الفاسدين بالفطرة أو المصنعين بحرفية، وبحكم من سطوة الإعلام في مجتمع جُل ثقافته «شفاهية» سماعية المصدر، وفعل أُثره عند من يقرأ منهم و لا يهتم بإشغال ذاته في التمحيص و التدقيق بهدف التثبت من صحة المعلومة و الغرض تسريبها، وكذا حجم مصداقية مصدرها وارتباطاته بأطراف الصراع في دوائر السلطة أو المعارضة، الأمر الذي سهل لذلك الرهط تحويل الكثير من الإشاعات و الأراجيف إلى حقائق شبه مطلقة، ليس بين أوساط العامة من الناس فحسب، لا بل و في أوساط جزء كبير من الشباب محدودي الثقافة و الخبرة السياسية.
ختاماً:
نقول لأولئك النفر بأن هدفهم معروف و نواياهم واضحة في عرقلة تنفيذ «المبادرة الخليجية»، ومهما استمرأ جُلهم المؤامرات ونصب الفخاخ و كيل التهم، بحثاً عن مبررات وجود أو طمعاً بسنوات إضافية في سدة الحكم، فاليوم قد «حصحص الحق» و لا مجال في لعب دور الغيور على الوطن و مقدراته وعلى ثورة الشباب، فثورة الشباب التي لم و لن تستطيعوا هضمها لا الآن ولا في المستقبل، قد أبانت عوراتكم التي لن تتمكنوا من سترها مهما قصفتم على أنفسكم ليس من أوراق الشجر فحسب، بل و إن تدثرتم بأفخر أنواع الصوف الانجليزي أو الحرير الصيني فلا ساتر لكم اليوم، سوى مغادرة أقصى متر مربع من تراب الوطن على حدوده مع أيِ من الشقيقتين،،، حفظ الله وطننا من شروركم وآمن أهلينا من ترويعكم ... اللهم آمين.
* رئيس منتدى عدن الأهلي