وفي هذا الإطار يمكن تفسير سبب ممانعتهم في سبيل الحصول على قوة نفوذ بديلة قبل أن يخرج الأحمر من مقر قيادة الفرقة، كما تأتي حملة الإساءة والتشويه التي تستهدف الرئيس في هذا السياق أيضا، خاصة بعد أن رفض رئيس الجمهورية مشروعا تقدم به علي محسن الأحمر لتعيين قيادات عسكرية موالية له في بعض المناطق العسكرية السبع وخاصة الشمالية والغربية والمركزية. ولم تكن صحفهم المحلية أداتهم الوحيدة لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، بل استخدموا مراسلي صحف ومواقع خارجية لزيادة فعالية حملة الإساءة لرئيس الجمهورية.
ولكنهم في هذه الحملة يقعون في أخطاء ومغالطات وتلفيقات وتناقضات مضحكة، ما يدل على أن حملة الإساءة لرئيس الجمهورية مقصودة ومتعمدة لكنها تصدر عن رد فعل غير محكم. يقولون إن رئيس الجمهورية أصدر قرارات بتعيين 35 شخصا من أبين وشبوة في مناصب قيادية عسكرية ومدنية لتعزيز «سلطته العائلية».. ولو كان ذلك صحيحا لما استدعى مجرد التعليق، إذ ماذا يعني تعيين 35 من محافظتين مقابل ثلاثة أضعاف هذا العدد من المناصب في المحافظتين أو البلاد كلها؟.
مع ذلك شكوا في ذكاء الناس الذين يعرفون أن معظم من ذكروهم قد تم تعيينهم قبل أن يصبح هادي رئيسا للبلاد.. لو تأملنا في أسماء ومناصب الخمسة والثلاثين الذين اتخذ منهم حزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر ذريعة للإساءة لرئيس الجمهورية سنكتشف مدى جهلهم وركاكة حملتهم، فهم مثلا ينقمون على الرئيس هادي أنه عين الدكتور علي مجور سفيرا لليمن في جنيف، وينسون أن الأمة كلها تعرف أن مجور كان رئيس وزراء وشغل قبل ذلك مناصب وزارية أعلى من درجة السفير، ويذكرون أسماء مدراء أمن قالوا عينهم الرئيس بينما الذي عينهم رئيس الوزراء وهو جنوبي.. ولأن حملة الإساءة للرئيس مقصودة، لا يعترضون على قرارات يصدرها رئيس الوزراء لمئات الشماليين والإصلاحيين منهم تحديدا بناء على توجيهات يتلقاها من اللواء علي محسن والشيخ حميد الأحمر.
ويوردون أسماء أشخاص من أبين وشبوة عينوا في مناصب مثل مستشار وزير، ومستشار وزارة أو هيئة عامة، ويسمونها قرارات الرئيس التي تقوي سلطته! أهذه مناصب تقوى بها سلطة؟ ويقولون: شوفوا هذا الرئيس قد عين سكرتيرا خاصا، وعين نائب مدير من أبين في مكتب رئاسة الجمهورية، وينسون أنه عين لمكتب الرئاسة شخصا من صنعاء وهو المهيمن على الجميع.
والطريف أنهم حسبوا أشخاصا على شبوة وأبين وهم ليسوا من شبوة ولا أبين.. وعندما يرون العدد قليلا يكثرونه من خلال إعطاء أبناء الرئيس أكثر من منصب وهمي من عند أنفسهم، وزادوا قالوا أن الرئيس عين أخاه وكيلا لجهاز الأمن السياسي لشؤون عدن ولحج وأبين بينما الرجل يشغل هذا المنصب منذ نحو عشر سنوات.