لقد هدفت مليونية التصالح والتسامح في عدن الى توحيد الكلمة والصف والهدف بغية الوصول الى مشروع الانفصال لذا فان مليونية التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب تشكل أهمية بالغة ذلك أنها تمثل ابعاداً ثقافية واجتماعية وسياسية وقد جاءت كخطوة مرسومة تتلوها خطوات للوصول الى مشروع الانفصال.
وبعد ان تصالح الجنوبيون وتسامحو فيما بينهم واتفقوا على رسم ملامح مستقبلهم للمضي قدما في تحقيق مشروعهم وهدفهم والمتمثل في الانفصال وفي ظل هذه المعطيات الهامة نتساءل الى اين يمضي اليمنيون في الشمال ؟ وهل الشماليون ماضون باتجاه ترك خلافات الماضي وصراعاته وماضون الى التصالح و التسامح كما هو حال الاخوة في الجنوب ام ان الوضع في الشمال ليس كما هو حال الجنوب وبالتالي فان التصالح والتسامح بين الشماليين قد اصبح امرا مستحيل المنال في ظل الخلافات التي مازالت قائمة بين اطراف الصراع والقوى السياسية وبالتالي فانهم اي الشماليين اقرب الى
الفوضى وعدم الاستقرار منه الى التصالح والتسامح والاستقرار .
في حقيقة الامر لم يعد الوضع في شمال اليمن كما كان عليه قبل ازمة 2011 حيث تغير المشهد السياسي وظهر لاعبون سياسيون ونافذون جدد في شمال اليمن جاؤو بفضل الازمة التي حلت باليمن اذ شكلت لهم فرصة ماكانوا ليحلموا بها البته فبعد ان كان الملعب السياسي والتأثير والنفوذ في الشمال مقتصراً على القطبين الاساسيين وهم اولاد الاحمر وعلي عبدالله صالح دخل الحوثي وبقوة الى هذا الملعب واصبح يشكل تأثيراً قويا في المجريات والاحداث في شمال اليمن حتى ان بعض السياسيين في تحليلهم حول مستقبل الحوثي اكدوا بان الحوثي وجماعاته سوف يتمكنون خلال المستقبل القريب من بسط نفوذهم وبالتالي سوف يكون الحوثي وجماعته هم القوة المسيطرة على الشمال .
مانشهده اليوم في شمال اليمن بعيد كل البعد عن ماهو حاصل في الجنوب ففي الجنوب هناك تصالح وتسامح وتوحيد الصفوف والكلمة والهدف وفي الشمال تسود بين ابناء الشعب ثقافة الحقد والكراهية ومازالت تلك الثقافة تسيطر على اغلب الشماليين فهم وحتى اليوم لم يصلوا الى قناعة صادقة بانه قد آن الآوان لترك خلافات الماضي وصراعاته وفتح صفحة جديدة فيما بينهم ولم يستطيعون التخلص من عقد الماضي وشموليته واستطيع القول هنا وقلبي يعصر دما بان ابناء شمال الوطن اذا مااستمروا في نهج ثقافة الحقد والكراهية فانهم بالتالي ماضون الى المجهول ولقد خسر الشماليون معظم ماكانوا بالامس القريب يمتلكونه وخسروا روح الاخوة والتعاون والتكافل والرحمة التي كانت بينهم وهاهم اليوم وبفضل اصرارهم في جعل ثقافة الحقد والكراهية منهاجاً لهم يتجهون الى الاطاحة بالوحدة اليمنية .
وفي هذا المقال اوجه دعوة الى ضمير كل يمني وعلى وجهة التحديد ابناء الشعب اليمني في شمال الوطن ادعوهم من خلاله الى ان يتقوا الله في انفسهم وفي وطنهم وفي مستقبل اجيالهم وادعوهم الى ترك الماضي وصراعاته بكل جراحه وآلامه.
كفانا صراعات كفانا حقدا وكراهية كفانا تدميرة للوطن وللنسيج الاجتماعي كفانا ساحات واعتصامات وشعارات زائفة ما انزل الله بها من سلطان كفانا اغتيالات كفانا حبا للذات كفانا اقصاء وتهميشا فالوطن وطن الجميع ولن تكون اليمن يوما ملكا لحزب دون آخر ولن تكون اليمن يوما ملكا لجماعة دون غيرها فاليمن وتأريخه وحضارته وخيراته وثرواته ومكتسباته اكبر من ان تبتلعه عائلة او حزب او جماعة واليمن بثرواته ومكتسباته وخيراته ملك لكل اليمنيين بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم ومن هنا فان بناء اليمن وتطويره ونهضته وامنه واستقراره مسئوليتنا جميعا فلنضع ايدينا في ايدي بعض ولنتصالح ولنتصافح ولنتسامح فيما بيننا من اجل اليمن وعفا الله عما سلف .
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]