يقولون إن ابن تيمية وابن القيم وابن باز و ابن عثيمين أفتوا بأن تهنئة المسلم لغير المسلمين بأعيادهم الدينية حرام.. فاجتنبوا أعيادهم ولا تهدوا لهم هدايا، ولا تعينوهم على عيدهم ببيع أو شراء، وحتى المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم لا تركبوها معهم.. كل ذلك بدعوى سخيفة وهي أن هذه من شعائرهم الدينية والتشبه بهم ونقل احتفالاتهم إلى بلاد المسلمين.
وآخر فتوى صدرت من هذا الضرب فتوى نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المصرية خيرت الشاطر، والداعية السلفي المصري ونيس الذي أدين قبل أشهر بممارسة الفاحشة مع فتاة في طريق عام، وسلفيون آخرون مثل الدكتور برهامي والداعية حسان، وغيرهم من أعضاء ما يسمى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الذين أفتوا مسلمي مصر بأن تهنئة المسيحيين المصريين بأعيادهم حرام شرعا.
وقد قرأت كلام الشيخ الحبيب علي زين العابدين الجفري الذي نشر أمس في الصفحة الأخيرة بهذه الصحيفة، وتصورت أنه كان بصدد الرد على فتوى من ذكرتهم قبل قليل، وقد أعجبني قوله: بإن من حق من لا يريد أن يهنئ غيره ألا يفعل، فلم يقُل أحد إن هذا فرض، لكن أن ننكر على من يفعل ونبرِق ونرعد ونشكك فى دينه! فهذا نوع من العبث بدين الله! بل هو تقزيم لعظمة الشريعة السمحة! ..وبدا لي كأنه يخاطب متعصبي السلفية بالقول: أرجوكم كفوا عن الإساءة إلى عظمة هذا الدين، أرجوكم كفوا عن تنفير الناس منه بتضييق رحابه الواسعة عليهم.. ووجدتني أردد بعده: أُهنئ سيدنا محمداً بميلاد السيد المسيح.. نعم أهنئ سيدنا محمداً.. أليس هو من قال: (أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة).. وأُهنئ المسلمين والمسيحيين، بل أُهنئ البشرية كلها بالميلاد المجيد لمن تجلّى الله عليه في مولده باسمه السلام فجعله رمزاً للسلام، ولهذا عندما تأتى ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. فإننا نستشعر أننا أمام تذكر يوم من أيام الله.. تميز بمعجزة عظيمة في مولده الشريف ارتبطت بمعنى السلام الذي نحن في أشد الحاجة إليه في هذه الأيام..