وقد تأكدت المقولات بالتغييرات التي غيرت الواقع هنا وهناك وتأكد أن لا جديد ولا تغيير إلا بالشباب والتجديد لا يأتي به إلا المقتدرون وطاقاتهم الخلاقة لكن ذلك مرهون بما يحصل عليه هؤلاء الشباب من علم ومعرفة وصحة عامة ورعاية شاملة وبذلك يكون الحال صادقاً لو قلنا ( لا يستقيم الظل والعود أعوج) !
وفي بلادنا اليمن لن تذهب بعيداً فقد حقق شبابنا ما كنا نحلم به وصار الساسة والمفكرون يدينون لهم بالبداية والريادة في التغيير وإحراز مزيد من الانتصارات .. وهلم جراً.!
وما دمنا نعزز كلامنا قولاً وفعلاً فإنه واجب على دولتنا وحكومتنا أن تفعلاً القوانين الخاصة بالشباب بما يمكنهم من الانطلاق للغد المشرق ولتجذير المداميك الصلبة لحياض الوطن لأنهم في الأخير هم الوارثون لنا وللبلاد وهم الذين سوف نأتمنهم على مجريات الأمور اليوم وغداً وبعد غد .. لذلك لا يمكن أن نتحدث عن الشباب بمعزل عن إعطائهم حقوقهم معززة بدعم وتأكيد وليس للاستهلاك ليس إلا !
ولشبابنا حقان أساسيان ، لو تم تلبيتهما بفعالية وصدق لتوصلنا إلى حق آخر هو زمام القيادة والحكم بجدارة .. وهو ما سنتطرق إليه في الأسطر القادمة لكي نقدم جهداً متواضعاً يصب في بناء جيل يحق له أن يكون المؤتمن على الوطن والشعب..الخ .
فحق التعليم يغدو من الأهمية بمكان إذ أن العلم حصانة وخبرة وفهم وإدارك وثقافة وريادة .. وهي أمور لا شك أننا نسعى لتحقيقها ، وحق العلم والتعليم إنما يكفلهما إشاعة هذه الأمور للشباب وإنجاح مقاصدها ، بما يمكن الشباب من ولوج الحياة بروح فياضة وخبرة متراكمة تجعله سيداً على أرضه ومدافعاً عنها من كل الشرور .
وحق التعليم يعني في الأخير التتويج بعمل مناسب يرسخ هذا المبدأ ويفعله ويقوي عضده، لأن الشباب اليوم في معظمهم يتسكعون في شوارع وأزقة وحواري المدن، لا شغل لهم ولا مشغلة وهنا لا نعمم على الشباب كلهم ، فالمسألة نسبية ، ولذلك يحق لهم أن نطالب لهم بالعمل الذي به يبنون وطنهم ويفرغون طاقاتهم الخلاقة في مجالها الصحيح.
الوظيفة ينبغي أن تقترن بمطلب التعليم ون تكون ملازمة له كتحصيل نهائي لسنوات كد وكدح وبذل زهرات العمر في سبيل الوصول إلى هكذا أمل منشود.
وإذا عرجنا على حق الصحة كمتمم لحق التعليم فإنه لا حياة ولا عمل ولا مستقبل لأمة تعاني الأمراض، فالجسم العليل كليل، لا فائدة ترجى منه إلا في النزر اليسير، بحكم الصحة المتدهورة وصاحبها المريض ، أو حتى من يرجو علاجاً ولديه استطاعة ما فالتطبيب يكلف كثيراً ، وسبحان الله أن صارت الحياة صحة في صحة، وأنه لا تستقيم الحياة بالعلم والعمل فقط ، بل إن الصحة تاج هذه الأمور وسيدها، وهنا نؤكد على أن تعمم هذه المسألة بمثلما كانت عليه قبل عام (1990م) عندما كنا نباهي بالصحة ومجانيتها بمثلما كنا، أيضاً نباهي بالتعليم ومخرجاته وبالشباب الذين لم يكن لهم أمل إلا وحققوه ولن نزايد على وضع كنا فيه سادة ونرفل بالصحة والعافية، وكانت حقوقنا مكفولة وبزيادة فهذه حقائق قد يجهلها جيل الـ (90) لكننا نقول له اليوم هذا ماضي آبائكم وأجدادكم فلتحصلوا على جزء منه اليوم ، لكن ليس بالقفز على الواقع والبحث عن الشعارات البراقة والأمور المزركشة .. فسفاسف الأمور تجارة لا تنجح، بل تبور ، وتوصل إلى عظائم الأمور التي ما نبغي أن تكون هي ما نركز عليه، بل على العكس نكون .,. والله المستعان.
من هنا نشدد على ضرورات الشباب وحقوقهم اليوم، كحق التعليم وحق الصحة وحق الوصول إلى سدة الحكم، ومن حقهم علينا أن نسخر لهم ما يمكن أن نسخره، قادة ومسؤولين ورئاسة حكومة ودولة ينبغي على الكل أن يدعم مطالب الشباب، وأن يكون الكل أيضاً ناصحاً وراعياً ومدافعاً عن هذه الشريحة الفاعلة ، وأن نسدي لهم النصح والإرشاد ، من خلال تخصيص مساحات إعلامية لهم في كل الوسائط والوسائل وينبغي تفعيل وزارة الشباب والرياضة بكوادر تربوية تمتلك التجربة والخبرة لكي تحقق هذه الوزارة أمل الشباب من الألف إلى الياء ، مع اقتراحنا توصية مهمة وهي جعل كادر الوزارة هذه وفروعها من الشباب وتشكيل مجالس شورى لهم من ( الشيوخ) شيوخ الخبرة والتجربة العملية والعلمية ، وليس شيوخ القبائل الذين نعدهم سنداً داعماً في مجالات أخرى على مر التاريخ.
إنها وجهة نظر للشباب نطرحها لقيادات البلاد لعلها تجد مجالاً للنقاش والتنفيذ لكي لا يأتي زمن نقول فيه : ( ألا ليت الشباب يعود يوماً لأخبره بما فعل المشيب)!
وللشباب نحني الهامات ونطالبهم برفع الرؤوس عالية علو شمسان وعيبان إن شاء الله .. فالزمن زمنهم والأمل معقود عليهم.