ينبغي علينا أن نواكب هذا التميز، ان لم نكن أكثر تميزاً، وفعلاً نحن شعب متميز بالحكمة التي وهبنا اياها المولى عز وجل وتنبأ بها صلوات الله وسلامه عليه، وما تحقق لنا هو من بركاته عليه الصلاة والسلام، ومن يريد ان يتأكد من تميزنا عليه النظر الى الدول التي اجتاحتها الفوضى، والتي ما زالت غارقة فيها، وان ظهر أن بعضها قد انتقل نحو وضع آمن.
على قيادة الاحزاب والمؤسسات العسكرية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني، والشباب والقطاعات النسوية، مواكبة التميز، ولن يكون ذلك إلا بالمشاركة الفاعلة في بناء الوطن، فالوطن اليوم هو أحوج ما يكون الى سواعد ابنائه، والتفافهم حول قيادته الشرعية التي اختارها الشعب، ولهذا فالجميع مسئول عن نجاح التجربة التي نعيشها اليوم.
اعجبتني فكرة تنظيف العاصمة صنعاء تزامنا مع هذا اليوم المميز، وهو جهد يستحق فاعلوه الشكر الكبير، وعلى رأسهم هلال العاصمة وأمينها الذي حولها من مرتع للقمامة والنفايات، الى مدينة تليق بأن تحمل مسمى عاصمة، ونتمنى أن يحتذي حذوه بقية محافظي المحافظات والمجالس المحلية بالمديريات.
نرجو أن تصبح قبائل مأرب الحضارة والتاريخ مسايرة لعام التميز من خلال نبذ اعمال التخريب للخدمات النفطية والغازية والكهربائية، فالوطن يتألم من هكذا افعال إجرامية، ويحدوه الامل بأن يقف كل مأربي شهم مع وطنه، ولن يكون ذلك إلا بتسليم كل مخرب يعبث بمقدرات اليمن، ويساهم في قتل ابنائه يومياً.
شباب الوطن عليهم ادراك انهم صانعو التغيير، ولهذا فإن بقاءهم في الشوارع والأزقة من خلال نصب الخيام، لا يؤدي خلال هذه الفترة بالذات إلا الى عرقلة جهود الاخ رئيس الجمهورية في انجاح التسوية السياسية، فليس للخيام اي داعٍٍ خاصة وقد ارتضى الجميع نهج التسوية السلمية، فالناس يتأذون من وضع غير سليم كهذا، فاستمرار قطع الطرقات، يزرع في الناس الاحباط ويشعرهم بأن هناك من يرفض ان تخرج اليمن من محنتها، والأكيد ان الشباب لن يكونوا العقبة التي تقف امام اليمن لبلوغ الغد الافضل.
التميز لا يأتي إلا عن طريق الابداع في العمل، وهذا لن يتم بغير تحسين العمل ذاته، لا من خلال الاضرابات والإخلال بمصالح المواطنين في الدوائر الخدمية، كما ينبغي على الكوادر التربوية في المدارس والجامعات النأي بمصالح طلابهم ومؤسساتهم التعليمية عن المكايدات الحزبية، التي لا فائدة منها خاصة في الحقل التعليمي.
إن أهم ما يمكن أن يجعلنا متميزين هو نجاحنا في مؤتمر الحوار الوطني، فاليمنيون بهذا المؤتمر طرقوا الباب الحقيقي للتغيير، من خلال الجلوس سوياً حول مائدة الحوار.. فالمشاكل لا يمكن ان تحل بغير الاعتراف بأخطاء الماضي وعدم تجاوز منجزاته، مع جعل الشورى خياراً وحيداً، الى جانب الابتعاد عن الالغاء والتهميش لأي قوى يمنية.
نتمنى أن يظل اليمنيون الاكثر تميزاً وان يصلوا معاً بوطنهم نحو الشاطئ الآمن، وان يذهبوا معاً في الموعد المحدد للانتخابات، ليحتكموا للصندوق بعد أن يكون مؤتمر الحوار قد انتج لنا دستوراً تتوافق عليه كافة الاطراف تحت راية الجمهورية اليمنية.
أستاذ مساعد بجامعة البيضاء