الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان تقول إن الإنسان خلق حرا وليس من حق أحد أن يستعبده، وإن الله هو الذي وهب الحياة للإنسان فليس من حق أحد أن يسلبه ما وهبه الله، وأن من حق الإنسان أن يعيش في أمان، وأن يختار زوجه، وأن يحصل على العدل والعمل، وأن يتنقل بحرية، وأن تحمى حقوقه الاقتصادية من السرقة والسلب والنهب والمصادرة.. إلخ.
تلك- كمثال- بعض الحقوق التي تقررها الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.. والآن لنرى هل الشريعة تقول بغير ذلك؟ هل الشريعة الإسلامية مثلا تجيز استعباد إنسان، أو تعطي لأحد سلطة الحرمان من الحياة.. هل الشريعة تجيز مصادرة الملكية الخاصة أو سرقتها، أو تقول أن ليس من حق إنسان العيش في أمان، وأن ليس من حقه أن يختار زوجه برغبته وبحرية، وأن لا ينصف إذا ظلم، وأن ليس من حقه العمل والتنقل في أرض الله بحرية..؟
وبالمناسبة ينبغي التذكير أن حقوق الإنسان المسطورة في الإعلان العالمي والاتفاقيات الدولية، ليست بدعة ولا هي بالجديدة التي ظهرت فقط مع ظهور حركة حقوق الإنسان، بل هي جماع ما جاء في الديانات السماوية والأرضية المختلفة منذ القدم، وهي محل إجماع البشرية منذ القدم.
كما ينبغي التذكير أن حقوق الإنسان قديما وحديثا هي هي، في البلدان المتقدمة هي نفسها حقوق الإنسان في أكثر البلدان تخلفا فلا تمييز ولا استثناء مهما كان مبرره أو مصدره.. ولا يصح أن يقال هذه مثاليات غربية مبالغ فيها.. فالرسول مثلا أوصى بحق الحيوان في الحياة ونهى عن قتل هرة فهل هذه مثالية؟ فما بالك بإيذاء الإنسان أذى من أي نوع..
بعض الديانات الوثنية تقرر أن رفع الصوت في وجه طفل يميت روحه فهل إحترام كرامة الطفل مثالية زائدة؟ ومن وصايا بوذا: لا تؤذ حيا.. أي كائن حي.. فهل الرفق بالحيوان مثالية؟
وأخيرا.. ألا تلاحظون أن حق الإنسان في الحياة خلال السنوات الأخيرة وحتى اليوم داخل الأسرة اليمنية ينتهك بطريقة غير مسبوقة، فأولاد يقتلون آباءهم وأمهاتهم، وأمهات وآباء يقتلون أولادهم، وأخ يقتل أخاه أو أخته لأتفه الأسباب، وفي الأخير تأتي الصحافة المضللة لتبرر ذلك بأنه نتاج الفقر؟