في العنوان تقرأ “بيان اتحاد علماء اليمن...” ، وفي الوسط لا “اتحاد” .. بل “تابع علماء اليمن.. إن علماء اليمن.. يذكر علماء اليمن .. يدعو...” دون ذكر كلمة “اتحاد”.. ثم وقع البيان باسم”اتحاد علماء اليمن”.. ولم يذيل البيان بأسماء علماء، لكن هذا وحده لا ينفي صدوره عن علماء ينتمون إلى أي جمعية أو هيئة، إذ ليس كل البيانات التي أصدرتها “هيئة علماء اليمن” مثلا كانت تذيل بأسماء علماء، بل تصدر وتنشر باسم “علماء اليمن” بالعموم .
اذا تأملنا في محتوى “بيان اتحاد علماء اليمن”، وعدنا إلى فتاوى وتصريحات ومقالات وبيانات نشرت في أوقات سابقة بأسماء هيئات وأفراد، ثم عقدنا مقارنة بينها وبين “بيان اتحاد علماء اليمن”، فسيكون من السهل معرفة من يقف خلف البيان.. لقد قال البيان إن اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني يراد منها محاربة الشريعة الإسلامية، وإنها تتلقى أوامرها من السفراء الغربيين والشيوعي جمال بن عمر.. وإنها أعلنت إلغاء الكيان اليمني الواحد وقسمته إلى شمال وجنوب.. إن أعضاء اللجنة ومعهم السفراء المشرفون عليها أعداء للأمة الإسلامية وللشعب اليمني، ولذلك فدماؤهم مباحة لكل ذي غيرة ما لم يعلنوا براءتهم من تقسيم اليمن، لأن تمزيق وحدة الشعب كفر، ومن دعا لذلك يعتبر من أعداء الإسلام وجنود الشيطان، واللجنة تقوم بدور الشيطان.. وإذا وافق الرئيس على التقسيم صارت الأمة في حل من طاعته، بل وجب عليها قتاله .. وواجب اليمنيين أن يقفوا ضد “الحوار.. وواجب جميع العلماء الخطباء التحذير من الفتنة تحت مسمى الحوار!!
بيان يقطر تكفيرا ويستبيح الدماء، ويحث على مباشرة القتل باسم الشريعة الإسلامية، استنادا إلى مبررات هي من صنع أصحاب البيان.. فقد توهموا وجود ما ليس بموجود، وبنوا عليه حكمهم بتكفير اللجنة والرئيس والسفراء والمبعوث، وإهدار دمائهم، ولم يبق إلا أن يتطوع المتطوعون لقتل الكفار أعداء الشريعة والشعب.
من الذي أفتى من قبل أن الوحدة اليمنية واجب شرعي والخروج عنها كفر، لمجرد سماعه حكاية الأقاليم والفدرالية وفك الارتباط؟.. ومن الذي اعتبر أن الحوار إذا أفضى إلى تغيير الدستور الحالي فهو يخالف الشريعة؟ ومن الذي يرفض الحوار ما لم يمثل”العلماء” في اللجنة وما لم يتم الإقرار بأنهم مرجعية شرعية عند وضع دستور أو قانون؟