ينبغي الاعتراف أنه لدينا مشكلة حقيقية في هذا الجانب، ولنأخذ بعض مظاهرها..فالإصلاح السني يحارب أنصار الله الزيود (الحوثيين) ويصفهم بأقبح الأوصاف بسبب عقيدتهم، وأنصار الله من جانبهم يردون بالمثل.
والإصلاح السلفي، وكل السلفيين يحاربون أنصار الله بدعوى أنهم شيعة، وأنصار الله يردون بالمثل. وتشهد صعدة وبعض المناطق ما يشبه الحرب الدينية بين الطرفين.
السلفيون لديهم مشكلة مع الصوفية والإسماعيلية، ومع البهرة، وحتى مع الشافعية وما بقى من الحنفية.. وسبب هذه المشكلة عدم القبول بالآخر الذي يوصف بأوصاف مثل باطنية.. مبتدعة.. مشركين.. أهل ضلالة..
أتباع المذهب الاسماعيلي مكون أصيل من النسيج الاجتماعي للشعب اليمني عبر التاريخ إلى اليوم، بينما لا يقدرون على إظهار معتقداتهم، وكذلك حال البهرة، بل إن المشكلة تتجاوز عدم القدرة على إظهار معتقداتهم، إلى التحريض عليهم ومحاولة استهدافهم بعمليات إرهابية بسبب معتقدهم.
اليهود اليمنيون هجروا البلاد قسرا وما تبقى منهم عرضة للأذى بسبب معتقدهم، حتى وهم محصورين داخل المدينة السياحية بالعاصمة منذ شردوا من منازلهم في صعدة وعمران.
مواطنون يتعرضون للأذى لأنهم غيروا مذهبهم القديم إلى مذهب جديد، كالسنة الذين تشيعوا، أو الزيود الذين صاروا جعفرية، وهناك مواطنون يؤذون بتهم الردة عن الإسلام.
اللواء الأحمر ومن معه من السلفيين ذهبوا إلى صعدة لمحاربة الحوثيين بدعوى أنهم شيعة وكانوا سبب ثاني أكبر مشكلات البلد وهي مشكلة صعدة، والشيخ صادق الأحمر يهدد بشن حرب على أنصار الله والحراك الجنوبي بسبب آرائهم ومعتقداتهم..
هذه مجرد إشارات سريعة وسطحية إلى مظاهر المشكلة، وهي مشكلة حقيقية كما قلنا، أفلا تستحق أن تناقش في مؤتمر الحوار الوطني.. إننا لا نريد أن نقرر وجهة نظر معينة، لكننا نقول إن هذه المشكلة لا بد أن تكون محورا من محاور مؤتمر الحوار الوطني، فليست أقل أهمية من مشكلة صعدة أو الثأر أو زواج الصغيرات.