وتخليدا لهذا الرجل الذي ولد يوم 2 أكتوبر1889 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 يونيو عام 2007 على قرار يقضي بأن يكون اليوم الثاني من شهر أكتوبر يوما عالميا للاعنف، وأن يكون الاحتفال السنوي بهذا اليوم مناسبة لنشر رسالة اللاعنف عبر مختلف منابر التأثير الجماهيرية.
إننا بحاجة حقيقية لفلسفة المهاتما غاندي..ونتمنى أن يعلم “اللاعنف” تعليما في بيوتنا ومدارسنا وأحزابنا وجمعياتنا وجمعنا، لعل ذلك يهذب سلوكنا الميال دائما للعنف ونحن نتعامل مع صغارنا وكبارنا.. مع الأوداء والأعداء.. ومع من يخالفنا الرأي.. وفي الانتخابات والمسيرات والاعتصامات والاحتفالات..
كثيرا ما نتحدث عن السلام حديثا يصاحبه العنف.. نخرج في مسيرة سلمية فنكسر أنفسنا ونقلع أشجارنا ونخرب شوارعنا ونعتدي على أهلنا.. خرج المسلمون يتظاهرون للإحتجاج “السلمي” على فيلم شبه مجهول مسيء للرسول، وعادوا إلى بيوتهم بعد أن قتل منهم العشرات بأيديهم أنفسهم وبعد أن أفسدوا البيئة ودمروا ما قدروا على تدميره من الممتلكات العامة والخاصة، وأشهروا الفيلم في أصقاع الدنيا بعد أن كان مغمورا..
إن العنف في مجتمعاتنا متأصل.. نتعلمه تعليما ونتربى عليه منذ الصغر.. ولذلك هو منقوش في عائلاتنا وحكوماتنا وأحزابنا وصحفنا وكتبنا كالنقش في الحجر.. له كتب ومدارس ومعلمون ومنابر وعلماء ربانيون!
لا توجد أمة تؤذي نفسها بنفسها مثل أمة محمد.. رغم أن رسولها علمها أن لا تؤذي هرة. انظروا ما أحدثه ويحدثه اليوم العرب بحق أنفسهم ومجتمعاتهم ومقدراتهم المادية من قتل وتدمير وخراب.. والعجيب أن ذلك يتم تحت لافتات التغيير”والسلمية”. وتأملوا ما يقوم به الإرهابيون من قتل عمدي باسم الشريعة الإسلامية، وترفع راية سوداء مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، حيثما يكون القتل والخراب وقطع الطريق وتخويف الآمنين.. ومع ذلك يأتي رجال دين يبررون العنف والإرهاب بعد أن نظروا له تنظيرا وجندوا له الأغرار.