إن رسالتنا في الحياة بشكل عام كبشر تتمثل في عمارة الأرض وإصلاحها والمحافظة عليها دون تشويه أو انتقاص من حقوق الآخرين سواء كانوا أحزابا أم طوائف أو ما شابه ذلك وصولا إلى تنمية حقيقية بين مختلف الشرائح المجتمعية..إن على حكومة الوفاق أولا كمسؤولة عن تسيير شؤون البلد أن تضع نصب عينها رؤية ورسالة إستراتيجيتين كما أن عليها أن تحلل البيئتين الداخلية(نقاط قوة وضعف) والخارجية (فرص وتحديات) وفي ضوء ذلك ستتضح الفجوة بين الوضع الحالي والوضع المستقبلي المنشود وأعتقد هنا أن الفجوة ستكون كبيرة وهو ما يعني أن الحكومة ستكون أمام خيارين إما أن تقلل من الطموحات والمقصود بالطموحات هنا تلك الأهداف التي تسعى لتحقيقها وهذا ما لا ننشده وإما أن تتمسك بالطموحات وتعمل بإتقان وإخلاص لتحقيقها وهو ما يستدعي مزيدا من الوقت ومزيدا من الجهود والتكاليف لكن لا بأس بذلك طالما ونحن نسير في الاتجاه الصحيح ونضع الخطوات الأولى لترسيخ ثقافة التغيير الاستراتيجي, كما ينبغي علينا كيمنيين ثانيا أن نبذل قصارى جهودنا كل في مجال اختصاصه واهتمامه لمساندة جهود الحكومة الرامية إلى إحداث ذلك التغيير الاستراتيجي.
إننا حينما نتحدث عن التغيير الاستراتيجي نقصد به ذلك التغيير المستقبلي المنشود الذي سيجعل اليمن بعد فترة زمنية محددة تنافس بقوة في السوق المحلية والعربية والدولية سواء من حيث الموارد البشرية أو من حيث المنتجات المحلية في شتى مجالات الحياة...ذلك التغيير الذي سيضيف إلى موقع اليمن الاستراتيجي كبلد موقعا استراتيجيا لنا كيمنيين بين شعوب المعمورة...نعم...ذلك التغيير الذي سيجعل اليمن دولة مهمة للعالم من حولنا عربيا وإقليميا ودوليا...ذلك التغيير الذي سيجعل اليمن قادرة على إدارة الموارد والخدمات والضغوط مهما كانت التحديات... هذا هو التغيير الاستراتيجي الذي ننشده ونريده لا أقل ولا أكثر ولتكن طموحاتنا سقفها السماء.
* باحث ومدرب في التخطيط الاستراتيجي