والزملاء في”مأرب برس” أوردوا الخبر مورد الجد للأسف، والمصيبة الأخرى أن النيابة استعانت بالمشعوذين أيضا، أو بالمعالجين بالقرآن كما يفيد الخبر، الذي أرجع سبب مشكلة كبيرة مثل تشريد المواطنين من ديارهم، إلى سحر ساحر، وليس إلى انتهاكات يقوم بها مشايخ..
ما الفرق بين من يؤمن بهذه الخرافات ويروج لها في عصرنا الحاضر وبين إنسان بدائي كان يعيش قبل ألفي سنة.؟ لقد كان العرب البدائيون يعتقدون إن الرأس هو موطن الروح، وعند التثاؤب يضع العربي يده على فمه لكي لا تخرج نفسه، ولكي لا يدخله الجني أو الشيطان.. وننصح اليوم بعض الناس أن يضعوا أكفهم على أفواههم حتى لا تدخلها الأخبار السخيفة وتفسد عقولهم!
كان الإنسان البدائي يرجع أسباب الأمراض والمشكلات إلى عوامل غيبية أو كائنات خفية مثل الجني أو الشيطان، فإذا دخل الجني أو الشيطان جسم إنسان تحدث المشكلة، يصاب هذا الإنسان بالمس أو غيره من حالات الشيطنة، ولكل مشكلة حل، والمشعوذون الذين يستغلون هذه المعتقدات لأكل أموال الناس بالباطل جاهزون دائما لوصف الدواء.. تغيير اسم الشخص مثلا لتضليل الجني أو الشيطان أو وضعه في حيرة.. وللتخلص من المس أو أمراض الشياطين كان الإنسان البدائي يلجأ إلى رجال الدين المشعوذين فيعملون له”رقية” أو تمائم أو حرزا أو يتلون عليه أدعية وصلوات.. ولا تزال هذه الشعوذة جارية إلى اليوم في صورة التداوي بالقرآن.. رغم أن الرسول(ص) الذي نزل عليه القرآن، وكله قرآن، تداوى عند أطباء ولم يتداو بالقرآن..
والمعروف أن الجني أو الشيطان كائن غيبي لا يرى مع ذلك يقال للداهية شيطان والحية شيطان والوحدة(الانفراد) شيطنة، ويشبه كل قبيح بالشيطان .. وجه شيطان.. رأس شيطان.. قرون الشياطين. وقد ذكر القرآن” شياطين الجن والإنس” .. فقال مفسرون إن الشياطين كلهم ولد إبليس إلا أن هذا الوالد قسم أولاده فريقين: فريق يوسوس للإنسان وهم شياطين الإنس، وفريق يوسوس للجن وهم شياطين الجن..ويعجبني قول بعض الصوفيين إن الشيطان هو “النفس الأمارة“!!