قبل ما يقارب العام صرحت الدكتورة سناء فلمبان، مديرة المركز الوطني السعودي لمكافحة الإيدز، بأن “مرضى الزنداني يصلون السعودية شبه منتهين، أو جثثاً هامدة”.
وعد الزنداني حينها أنه سيقاضيها في المحاكم. لم يف بوعده، بالتأكيد.
لا يختلف في ذلك عن هراء ما قاله العمراني، في رده على مقالي، بأنهم سيكتبون مقالات علمية في المستقبل حول “اختراع” علاج الإيدز الذي تم الإعلان عنه مع ذلك قبل حوالي ست سنوات!
أشعر بألم خاص أنه يلزم، في بداية القرن الحادي والعشرين، التذكير بأنه لتكون عالماً مخترعاً في الكيمياء يلزمك أن تكون قد درست الكيمياء في الجامعة وتخصصت بها ولك تجربة عمل دؤوب يومي دائم في أحد مختبراتها. كذلك حال الفيزياء والرياضيات والطب والاقتصاد وغيرها من العلوم.
أما أن تخترع العلاجات للإيدز وفشل عضلات القلب (وقبل ذلك “أمراض الدم السرطانية”، و “إنهاء الصداع بخمس دقائق” و”علاج الفقر”...) وأنت لم تستطع أن تنجح في كلية الصيدلة في أولى سنوات جامعة القاهرة (هذا ما حدث للزنداني بالفعل!)، فالمشكلة ليست فيك في هذه الحالة، لكن المشكلة فيمن يصدقونك!...
ما يؤلمني بشدة هو وجود يمنيين يصدقون خزعبلات هذه الاختراعات حتى اليوم، ولا أعرف كم عدد الاختراعات من هذا النوع التي يلزم أن يعلنها الشيخ ليبدأ هؤلاء بعد ذلك بإدراك أنهم أمام مشعوذ خارق!...
أعود لما قاله عني في مقاله. يبدو جلياً انه لا يعرف استخدام جوجول (فيما يجيد اختراع علاج لكل مرض)!...
لو استخدم جوجول وكتب “حبيب عبدالرب سروري” أو “Habib Abdulrab” لعرف كل شيء عني بكل سهولة وبأقل من ثانية، منذ دفاعي عن الدكتوراه الأولى في بداية 1987، ثم دكتورة “التأهيل لقيادة الأبحاث” في يناير 1992 (بإمكانه مشاهدة كل ألبوم صور ذلك إن أحب!) التي تحولت بعدها إلى بروفيسور في نفس العام (أي قبل أكثر من عشرين عاماً!)، إلى عدد طلاب الدكتوراه الذين أشرف على أبحاثهم منذ ذلك العام حتى اليوم، إلى عدد من تحول منهم اليوم إلى بروفيسورات جامعات في أكثر من دولة أوربية، إلى عدد المشاريع والمؤتمرات العلمية الدولية التي ساهمت فيها أو ترأستها وما زلت، إلى عدد الدعوات والزيارات الجامعية الدولية التي أقوم بها كل شهرٍ على الأقل، منذ خمسة وعشرين عاماً.
لا أقول هذا تفاخراً بالطبع، لكني أقوله لأرد على العمراني بأنه لا يقرأ!...
لا أطلب من الأخ العمراني، كاتب المقال، أن يقرأ كتبي ومقالاتي العلمية بالفرنسية أو العربية، ولا أطلب منه أن يعرف استخدام جوجول (الذي صار لزاماً على أي طالبٍ في المدرسة الابتدائية إجادة استخدامه). من حقه أن لا يريد تعلم هذه اللغات أو رفض استخدام التكنولوجيا الحديثة.
لكني أطلب منه إذا رد علي مرة أخرى أن يكتب رده باللغة العربية بشكلٍ سليم أفضل...
لكن أكثر ما أمتعني في رده علي هو قوله بتبعيتي لعلي عبدالله صالح!... ضحكت طويلاً! منذ منتصف التسعينات من العام الماضي لم أتوقف، بشكلٍ نقيٍ دائم، عن إدانة جرائم صالح وكل عصابته الكبرى، في وقت كان الزنداني وأمثاله من حلفاء صالح خلال العقود الماضية، وممن شاركوا في جرائمه واستبداده وفساده.
كل مقالاتي في “الأيام” و”الثوري” وبقية الصحف اليمنية والمحافل والدولية والإعلامية، كلها بدون استثناء، منذ ذلك الحين، إدانات متواصلة لجرائم صالح عصابته.
كل كتابي “عن اليمن، ماظهر منها وما بطن” أيضاً. وحتى بعض رواياتي مثل “طائر الخراب” و “دملان”، وقبلها مجموعتي القصصية القديمة: “همسات حرى من مملكة الموتى” وغيرهم، وظفتْ شخصية صالح روائياً (هو: “جعفر الدملاني” هنا، “طائر الخراب” هناك!) لتدينه أدبياً أيضاً، هنا وهناك.
لم أتوقف عن ذلك لأسباب عدة منها: هل كان بإمكان “أبو خلطة جنان”، الزنداني، أن يوجد بدون علي عبدالله صالح؟...
المراجع:
(1)
http://my-last-articles-and-texts.blogspot.fr/2012/09/blog-post_8247.html
مدونة حبيب عبدالرب سروري، فيها سيرة مقتضبة عنه:
http://my-last-articles-and-texts.blogspot.fr
ixzz2785auRTf