ومن لا يدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد أزمة اقتصادية ومالية خانقة وهي الآن على اعتاب الانتخابات الرئاسية والتنافس الانتخابي على أشده بين الديمقراطيين والجمهوريين وأحداث العنف في دول الربيع العربي وغليان الشوارع فيها يمكن أن يكون في إطار الحملات الإعلامية للانتخابات الرئاسية الأمريكية وبالونة اختبار تطلقها الدوائر الصهيوامبريالية لمعرفة وجس نبض مدى قدرة الإدارة الأمريكية في عملية السيطرة على الشارع العربي في منطقة الشرق الأوسط والتعامل مع الواقع والعلاقة بالقيادات الجديدة الواصلة إلى سدة الحكم حديثاً في ظل الربيع العربي من الواصلين عبر خارطة الطريق لشرق أوسط جديد كما أراد وخطط له الأمريكان ومعرفة الإجابة عن مؤشرات نجاح السياسات الأمريكية في المنطقة العربية ومدى قدرات السيطرة وإمكانيات نفوذ القوة والقوى المتواجدة في الساحة في الإمساك بزمام الأمور.
كل الاحتمالات والتوقعات لحقيقة الوضع المأزوم الذي يزداد تعقيدا وسوءاً مع تحرك البوارج العسكرية الأمريكية المتجهة نحو شواطئ الربيع العربي كلها مستجدات مستحدثة في المشهد السياسي تعبر عن هواجس السياسات الصهيو امبريالية لبسط السيطرة والهيمنة الاستعمارية على الشعوب والأوطان العربية المستقلة ذات السيادة وتدخل سافر ووقح في الشؤون الداخلية لمواجهة مواقف الشعوب الحرة المتطلعة لآفاق العدل والديمقراطية وهي في الأصل مواقف غير قابلة للمساومات ولا مجال فيها للسياسة وحسابات المصالح كونها تمس الثوابت والرموز الإسلامية.
ويقول بعض المحللين للإعلام السياسي بأن هناك دخولاً لطرف ثالث من أجل الإساءة للعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ولم يحدد من هو الطرف الثالث بمعنى أن القول مرسل ولا يعني شيئاً في حين أن الأمر واضح والمشهد بسيط لا يتطلب دخولاً أو خروجاً وهذا في الأصل كله هوس وجنون غير مقبول لأننا أمام مواقف شعب إسلامي حر خرج إلى الشوارع في مواجهة مباشرة مع طغيان نفوذ القوة العالمية الصهيوامبريالية لرفض القهر السياسي والفكري والاضطهاد والاعتداءات المستمرة على الثوابت الإسلامية التي لا تقبل التفاوض أو المساومة للحفاظ على العلاقات والمصالح القائمة بين التوجهات السياسية الصهيوامبريالية وأي كائن من كان على سدة الحكم في أنظمة الربيع العربي ولابد من اتخاذا إجراءات صارمة تضبط وتشدد على ضرورة احترام الأديان ورموزها وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال.
لهذا عفواً أيها الأمريكي قد تكون التطورات الأخيرة غير متوقعة لانكم دعمتم كما تقولون الربيع العربي من أجل الحرية والديمقراطية وتنسيقاتكم وتفاهماتكم كانت مع القيادات الذين لهم آراؤهم ومواقفهم مما يحدث ، والتطور النوعي يأتي للأحداث يأتي في إطار التحرك والنهوض الشعبي الإسلامي الرافض للسياسات الهمجية الاستعمارية لقوى الهيمنة الصهيوامبريالية التي تجاوزت الحدود والخطوط الحمراء وقد بلغت القلوب الحناجر من الإساءة المتكررة لرسولنا الأعظم ( صلى الله عليه وسلم ) وهي من الأمور التي لا تفاوض ولا تنازل حولها مهما كانت المصالح باعتبارها ثوابت الأمة الإسلامية ومقدساتها والمساس بها يستفز الإحساس والمشاعر ويثير الغضب ويفقد الأعصاب خصوصاً في ظل الأوضاع المتدهورة والحياة المعيشية الصعبة وتدني مستوى الوعي الاجتماعي للغالبية العظمى من أبناء الشعب بالمقارنة مع ما هو في الدول الغربية أثناء التعامل مع أي مستجدات وتطورات وأحداث تظهر بصورة مفاجئة على مستوى الساحات المجتمعية المختلفة ولهذا ظهرت ردود أفعال سلبية أساءت إلى تقديرات المواقف الإيجابية التي كان ينبغي لها أن تكون في مواجهة الإساءة الصادرة في الفيلم المقرف الذي أساء لرسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم..