وعندما نقول ما العمل لكي تتم مراجعة هذا الخطاب الكريه والمتشنج والمؤجج ورافعة التحريض المذهبي؟ وما العمل من أجل توجيه وسائل الإعلام نحو تبني خطاب إعلامي عقلاني داعم لمتطلبات المرحلة ويساعد على تهيئة الأجواء الملائمة لمؤتمر الحوار الوطني؟ فأن بمقدور”اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني”- وقد أشرنا إلى تركيبتها- أن تسهم في إيجاد الخطاب الإعلامي المطلوب، من خلال تأثيرها المباشر في الأحزاب والمكونات التي تمثلها، ومن خلال تأثيرها في الوسائل الإعلامية التابعة لها.
لا نقول إن اللجنة كفيلة وحدها بذلك، ولكننا نعتقد أنها تملك نصف الحل للمشكلة التي تشكو منها ويشكو منها المجتمع..
إن وسائل الإعلام التي تنتج وتنشر ذلك الخطاب الذي نبهت اللجنة إلى خطورته.. الخطاب التأجيجي والمتشنج . خطاب الكراهية والتحريض المذهبي.. الخطاب غير الداعم لمتطلبات المرحلة، معظمها وسائل إعلام مملوكة لحزب الإصلاح أو تابعة له، وعبد الوهاب الآنسي عضو اللجنة هو الأمين العام للحزب..
وفي هذه اللجنة أيضا ياسين سعيد نعمان أمين عام الاشتراكي وعبد الكريم الإرياني نائب رئيس المؤتمر الشعبي، وسلطان العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري، وهؤلاء تشارك وسائل إعلام أحزابهم في إنتاج ونشر جزء من الخطاب الإعلامي محل النقد.. هؤلاء يمتلكون نصف الحل اللازم للمشكلة المشار إليها.. والموقف المزدوج أو المتناقض غير مقبول من أي واحد منهم.. عندما يكون في اللجنة له موقف من خطاب الحزب، وعندما يكون زعيما للحزب يشجع ذلك الخطاب أو يسكت عنه..
على أن “اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني” أغفلت عوامل أخرى -غير الخطاب الإعلامي- تضع معوقات أمام التسوية السياسية والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني.. فهل- وهذا على سبيل المثال- المظاهر والمظاهرات الاستفزازية داعمة للتسوية والحوار وهل بقاء الجيش منقسما يساعد على نجاح المرحلة الانتقالية؟