وحزب الإصلاح بدوره استغل ذكرى هجمات 11 سبتمبر ليوجه إتباعه لمحاصرة منزل الرئيس السابق ليزيد في تعقيد الأزمة التي أوجدت بيئة خصبة يترعرع فيها الإرهاب، فالمشهور أن تنظيم القاعدة قد تغلغل في صفوف هؤلاء الأتباع، ففي وقت مبكر على ما يسمى الثورة الشبابية حيث ضمن ناصر الوحيشي زعيم التنظيم في جزيرة العرب رسالته التي بايع فيها أيمن الظواهري بشارة بأن التنظيم في اليمن قد انخرط في ساحات الشباب، وأعلن بعد ذلك”أنصار الشريعة” تواجدهم في ساحة التغيير بصنعاء، وفي يونيو الماضي أصدرت اللجنة القانونية في الساحة والتابعة لحزب الإصلاح بيانا تدين فيه استمرار السلطات باحتجاز 97 ممن سمتهم شباب الثورة، وفي القائمة التي ضمت فيها أسماء السبعة والتسعين كان هناك 26 من تنظيم القاعدة وردت اسماؤهم في قوائم المتهمين بالتفجيرات والاغتيالات التي أعلنتها السلطات الرسمية.
لقد قرر حزب الإصلاح توجيه أتباعه لمحاصرة منزل الرئيس السابق، لكنه غير مسار المظاهرة بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي الذي استهدف وزير الدفاع، وهو هجوم كبير نجا منه الوزير واستشهد فيه 12 جنديا ومواطنا وجرح 13 حسب المعلومات الأولية، ويبدو واضحا أن حزب الإصلاح غيرمسار المظاهرة تجنبا للحرج الذي أوقعه فيه التنظيم الذي نفذ الهجوم أمس قبل المظاهرة، ومع ذلك لم يتحرج حزب الإصلاح من الدفاع عن تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث خرج قحطان -وهو قيادي كبير في الحزب- بعد الهجوم مباشرة بتصريح يبرئ فيه تنظيم القاعدة بصورة ذكية، وينسب الهجوم إلى خصمه السياسي المعروف بموقفه العدائي للإرهاب.
وهذا على أية حال ليس بمستغرب من حزب الإصلاح، فمنذ أشهر ووسائل إعلامه تهاجم رئيس الدولة بسبب إصراره على مكافحة الإرهاب، ويصورونه في إعلام الحزب بأنه يسمح بالقتل خارج القانون، ويفرط بالسيادة اليمنية من خلال السماح للأمريكيين بالتحرك في الأجواء اليمنية وتوجيه ضربات على “المواطنين اليمنيين... هكذا” ليثبت أنه في مكافحة الإرهاب أكفأ وأصدق من الرئيس السابق حسب قولهم!
على أن الهجوم الكبير الذي نفذ أمس أمام مجلس الوزراء يثير كثيراً من الأسئلة.. سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات وعبوة ناسفة إضافية زرعت في المكان، ونفذت العملية في يوم الاجتماع الأسبوعي للحكومة، وفي يوم 11 سبتمبر المتوقع فيه تنفيذ عمليات إرهابية في ذكرى أحداث سبتمبر المشهورة.. كل ذلك فات على وزارة الداخلية وأجهزتها التابعة ولم تتخذ الاحتياطات الأمنية الكافية في مكان مستهدف، وفي مناسبة متوقع أن لا يفوتها الإرهابيون. وهذا كله يستدعي التحقيق ومساءلة المقصرين.