دفنت 12 جثة في العاصمة و17 في تعز في نهاية شهر رمضان لمجهولين دون تحقيق، وهناك جثث أخرى كانت في الطريق لم يؤخر دفنها سوى ظهور الفضيحة. يقولون إن تلك الجثث لأشخاص مجهولي الهوية، وقد كادوا يدفنون أخرى بدعوى أنها “مجهولة” ولم يحل دون ذلك سوى تعرف ذويها على هوية أصحابها قبل وقت قصير من زفها إلى القبور، كما هو الحال بالنسبة للشاب مصطفى البحري والجندي الدهمشي. يقولون “مجهولة” دون أن يمكنوا ذويها أو من له صلة بها من التعرف عليها. قال عضو مجلس النواب وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني سلطان السامعي إن دفن 12 جثة مجهولة في صنعاء و17 في تعز دون إجراء تحقيقات كافية لمعرفة أصحابها وذويهم هي جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تسقط حكومات في دول تحترم حقوق الإنسان، وتم الدفن في صنعاء وتعز في يوم واحد وبذات الطريقة، ما يعني أن هناك أموراً غير مفهومة، وكان يفترض إجراء تحقيقات كافية لمعرفة أصحاب الجثث خصوصاً وأن لها أكثر من عام في الثلاجة. وكنا نود أن يثير النائب السامعي هذه القضية في مجلس النواب.
إنه من المفهوم بالنسبة لنا وللمتابعين مثلنا أن تسكت وزارة حقوق الإنسان عن هذه الجريمة كون الوزارة “ ثورية”، ومن المفهوم ايضا سكوت جمعيات حقوق الإنسان المحلية عن هذه الجريمة كونها منظمات تابعة لأحزاب مشاركة في ما يسمى الثورة الشبابية التي اقترفت هذه الجرائم، ولكن من غير المفهوم أن تسكت عن ذلك منظمات دولية معروفة بدفاعها عن حقوق الانسان وإدانتها للإنتهاكات أينما وقعت ومهما كان فاعلها.. من غير المفهوم أن تسكت هذه المنظمات وفي مقدمتها منظمة العفو الدولية(امنستي) ومنظمة هيومان رايتس.
يقول عبد السلام البحري العضو السابق في مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح، وعضواللجنة التحضيرية للحوار الوطني التابعة للشيخ حميد الأحمر إن معظم الجثث التي تم دفنها مؤخراً باعتبارها مجهولة الهوية ليست مجهولة فعدد منها هي لشباب مستقلين مدنيين يخالفون توجهات التيار المتشدد داخل حزب الإصلاح تم اعتقالهم من الساحة بتهمة الانتماء للأمن القومي وتصفيتهم دون التحقق من صحة ما نسب إليهم، وطالب بالتحقيق في قضية دفن الجثث المجهولة باعتبارها جريمة بحد ذاتها وأن وراء دفنها خفايا وأسراراً يراد لها أن تدفن .ويقول البحري إن جثة ابنه مصطفى الذي قتل مع 50 آخرين جراء تفجير إحدى عمارات حميد الأحمر خلف الفرقة الأولى مدرع بحي النهضة في 24 مايو 2011 بتدبير من الفرقة الأولى مدرع وحزب التجمع اليمني للإصلاح، كتب عليها “مجهول”رغم أنهم سلموه كل ما كان بحوزة مصطفى من أوراق وبطاقات، ويعرفون أدق التفاصيل عنه، وإن العمارة التي وقع فيها ذلك الانفجار هي الوحيدة التي حرص أصحابها على ترميمها دون غيرها من العمارات والمباني ما يعني أنهم تعمدوا طمس معالم الجريمة.