لقد اعتبر الرئيس هذا المؤتمر “عنوان حل القضايا وكافة الملفات العالقة بكل صورها وجوانبها”. وقد كان رئيس الجمهورية واضحا وشفافا وصارما وهو يوجه رسائله لقوى معينة، ولا شك أنها قد فهمت تلك الرسائل، فقد قال إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة واضحة كل الوضوح.. لكن “البعض ما زال لا يفهم المبادرة أو يتظاهر بأنه لا يفهمها، ولا يزالون على النهج السابق، ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب” ، ونبه تلك القوى إلى ضرورة “ أن تستوعب أننا في مرحلة جديدة وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك، والتاريخ لا يرحم”!!
إن القوى التي لا تزال غير مدركة أن السير في تنفيذ المبادرة وآليتها توجه إجباري، أو تفسر المبادرة وآليتها على هواها، وتتعمد اختلاق الشائعات والقصص الخبرية بغية خلط الأوراق وإرباك المشهد السياسي، وتعرقل مسار التسوية السياسية، هي نفس القوى التي عارضت التسوية في البداية ثم قبلتها بالإكراه، وهنا يكمن التحدي الذي يواجهه الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولكنه تحد لا يمكن أن يصمد إمام إصرار الرئيس على نجاح مهمته في إخراج اليمن من أزمته بصورة نهائية بحلول نهاية المرحلة الانتقالية، خاصة أن رئيس الجمهورية قد استطاع تجاوز تحديات المرحلة الأولى وهي أكبر وأعقد وفي ظل ظروف كانت أسوأ مما هي عليها اليوم.
وينبغي على تلك القوى أن تفهم أن محاولاتها لعرقلة تنفيذ المبادرة وآليتها المزمنة، تضعها في حالة تحد للإرادة الشعبية والإرادتين الرديفتين (الإقليمية والدولية) وليس تحدي رئيس الجمهورية فحسب، فالعودة مجددا إلى قلب الأزمة التي ستؤدي إلى حرب أهلية أمر غير مسموح به على الإطلاق.. هكذا تكلم هادي وهكذا تكلم أصدقاء اليمن الذين يدركون جيدا الأوضاع في اليمن ويدركون ماذا تمثل اليمن بالنسبة لمحيطها القريب والبعيد.