لقد أعدت لهذه العملية ترتيبات مسبقة لا تعفي اللجنة ولا غيرها من المساءلة.. قيل أن الجثث لمجهولين قتلوا العام الماضي في حي الحصبة، ولم يتسن التعرف على هوياتهم، والعجيب في الأمر أنها ادعت أن اثنين منهم غير مجهولين.. كيف؟ الأول كان يرتدي ثوبا كتب عليه اسم في مغسلة ثياب، والثاني وجدت ورقة في جيبه مكتوب فيها الاسم.. أهذه طريقة للتعرف على هويات الموتى.. أليس من المحتمل أن يكون الثوب الذي ارتداه هو ثوب شخص آخر غسله في المغسلة؟ أليس من المحتمل أن تكون تلك الورقة في جيب المتوفى مكتوب عليها اسم شخص آخر؟
إن إخراج تلك الجثث والصلاة عليها بعد أكثر من عام من تحللها في المستشفى، ودفنها في آخر رمضان والناس في إجازة أو مشغولين بأمور أخرى يثير الشك في ذمة اللجنة ومن ساعدها على هذا الجرم.. ولذلك لا بد من التحقيق في القضية ليتضح أمرها..
نقول أنه جرم لأنه كذلك.. كيف يتم دفن جثث أشخاص بالجملة بدعوى أنها مجهولة الهوية.. ألا يوجد لهم أهل أو حتى لواحد منهم..؟ أليس هؤلاء قتلوا قتلا.. فلماذا لا يعرضوا على الطب الشرعي ولماذا لم يحقق في كيفية مقتلهم ومن قتلهم..؟ ومن يضمن أن كل هؤلاء أو حتى واحد منهم دفن بكامل أعضاء جسده ولم ينتزع كبده أو قلبه أوكليته لأغراض تجارية أو حتى لأغراض طبية وعلمية ؟
قالوا إن كل هؤلاء قتلوا العام الماضي في الحصبة.. حسنا.. الذين تقاتلوا هناك رجال قبايل تابعين لأولاد الشيخ الأحمر ورجال أمن.. هل يمكن أن يكونوا مجهولين ونحن نعرف أن رجال القبايل التابعين لأولاد الأحمر لا يمكن أن يبقوا مجهولين ولا يمكن أن يسكت عنهم مشايخهم وقبايلهم فضلا عن السكوت عن الطريقة المهينة التي سيقوا بها إلى القبور.. وهل يمكن أن يكون رجال الأمن مجهولين بينما هم مسجلين لدى وحداتهم وتحصيهم كل يوم؟ بالطبع هذا غير ممكن.. فمن هم هؤلاء المجهولين إذن.. مجهولين وقتلوا في حي الحصبة.. كيف؟
إن هذه الواقعة تعتبر أعلى مستويات انتهاكات حقوق الإنسان وتثير الريبة أيضا.. ولا بد من التحقيق فيها، وإعادة استخراج الجثث المدفونة وعرضها على الطب الشرعي والمعمل الجنائي، وعرض صور الضحايا في التلفزيون ليتعرف عليهم أهاليهم وكل من له صلة بهم وبوفاتهم..