خطباء الجمع الثورية يطالبون هادي بأن يحذو حذو مرسي.. في المسيرات الثورية يرفعون لافتات تدعوه للاقتداء بمرسي.. في
كتاباتهم وتعليقاتهم وبياناتهم مرسي قدوة وهادي يجب أن يفعل مثله أو يسير وراءه..
أقرأ واسمع مثل هذا الكلام فازداد اقتناعاً ببؤس هذه الحالة الثورية.. كلام كهذا يقال ويكتب وترتفع لأجله أصوات ورايات وتسير مسيرات.. والإنسان اليمني الحر يشعر معه أن كرامتنا الوطنية تطعن في القلب، ناهيك عما ينطوي عليه هذا الكلام من إساءة لرئيس كل اليمنيين..
إنه منطق يدل على شعور بالانسحاق والدونية ورغبة في التبعية والذيلية..
لماذا مرسي بالذات؟ الجواب معروف بالنظر إلى توجهات الإخوان المسلمين. والسؤال المهم هو لماذا علينا أن نقتدي بمرسي أو غيره ونحن أمة لها شخصيتها المستقلة وعقلها الذي ينبغي الثقة به؟.. ثم ما الذي يغري في سي مرسي لكي تطالبوا رئيس الجمهورية بالاقتداء به..؟
معارضو مرسي والإخوان قال عنهم المرشد العام السابق يستحقون”الضرب بالجزم” بينما هادي يحترم حق معارضيه عفيف اللسان معهم.. وبمجرد فوز مرسي بالرئاسة تصرف كرئيس جماعة وليس كرئيس بلاد فهل يصلح قدوة لهادي؟ الإخوان ورئيسهم دشنوا حكمهم بإغلاق قنوات فضائية وسجنوا صحفيين بعضهم رؤساء تحرير فهل تريدون من هادي أن يقتدي به في هذه؟.. لدى مرسي جماعة كبيرة من الإخوان يذهب أفرادها إلى بوابة المدينة الإعلامية ليستقبلوا الصحفيين والإعلاميين بالحجارة ويودعوهم بالسب والقذف لأنهم ينتقدون “الشيخ الدكتور الرئيس مرسي”.. هل تريدون رئيسنا أن يقتدي به في هذه أيضا..؟
وإذا كان مرسي قد أقال ثلاثة أو أربعة من قادة الجيش، فهادي أصدر عشرات القرارات غيرت الاوضاع كليا في المجالين المدني والعسكري.. حدث هذا عندما كان مرسي لا يزال مجرد مرشح..
الرئيس هادي اتخذ اجراءات غاية في الأهمية والجرأة لنقل السلطة في ظل أزمة عاصفة ونجح في ذلك، بينما مرسي استلم السلطة بعد ذهاب مبارك بعام ويزيد وبلا تعب ولا نصب..
الرئيس هادي يدير دولة عاصمتها مقسمة ثلاثة أقسام، ويواجه تحديات الإرهاب والعصابات والمشايخ والقبائل وقطاع الطرق ومفجري الكهرباء والنفط، وميزانية هذه الدولة أقل من رأس مال ثلاث شركات إخوانية.. ومع ذلك ها هو ينجح..
فإذا كان لابد من أن يقتدي رئيس برئيس فالقدوة هو هادي.. ثم أيها المنسحقون الطاعنون في كرامتنا الوطنية.. هل سمعتم مصريا يقول لمرسي اقتد بهادي أو بغيره ؟.. هذا هو الفرق بينكم وبين المصريين.. يعتزون بأنفسهم.. ولا تحترمون انفسكم..