* ولقد كان ما أعلنته اللجنة الفنية للحوار في التلفزة شيء مهم ويجب التمسك به وتطويره وجعله المنقذ للجميع،لأن ما هو ممكن اليوم لن يكون غداً في الإمكان، إذا ما تم الرفض والمغالاة في مطالب تزيد الوطن إنقساماً وفرقة ما يفيد ذلك أعداء الوطن، سواء في الداخل أو الخارج..وهلم جرا.
* كل النقاط التي أعلنت في الفضائيات، ولم تنقلها الصحافة بشكل حرفي كانت مثار احترام وإعجاب وتقدير الكثيرين، وإن كانت بعض الجهات لها إضافات أو ملاحظات، فتلك ستغني الموضوع وتزيده تأصيلاً وتجذيراً ما يعني الولوج في بناء الدولة المدنية الحديثة المرتكزة على أسس ثلاثة هي: إلغاء السلاح أو التصريح به ـ تحييد القبيلة عن أمور الدولة ـ جعل المؤسسة الدينية المرجع والمرشد والناصح، بعيداً عن استخدامها كوسيلة لما يسمى (حق يراد به باطل).
* ومعروف تاريخياً أن الدين والقبيلة كانا وما زالا داعمين للدولة في كل العصور لكن عندما تحولت هاتان المؤسستان إلى نطاق الدولة والحكم، ، فقدتا الجوهر وضيعتا كل ما يعول عليه من نصح وتوجيه وإرشاد وإسناد ودعم لنصرة المظلوم وأخذ النصرة له من ظالمه.. وهكذا دواليك.
* أنا شخصياً تتبعت البيان الصادر عن اللجنة مساء الاثنين الماضي، وقد أعجبت بما تناولته اللجنة خصيصاً عن صحيفة (الأيام) وما طالبت به اللجنة لها من كافة النواحي وبخاصة الحارس الأمين العبادي المرقشي الذي ما يزال مسجوناً ظلماً، وكم أعجبني هذا الصامد البطل الذي يقاوم كل شيء لوحده بعد أن تخلى عنه الكثيرون.. إلا هشام باشراحيل (رحمة الله عليه) وأخاه وأسرته.
فقد كان يعاني الآلام والمحن ويواجه الموت بصلابة وشموخ،ولم يرضخ وقال.. لو أرادوا حل قضية (الأيام) فليبدؤوا بفك أسر العبادي المرقشي كفاتحة خير للحوار بيننا وبينهم.. وهذا شرطنا الأساسي.
* وإذا كانوا (هم) قد ذهبوا ودفع الباشراحيل حياته في سبيل المبادئ، فمن العار أن تتأخر قضية (الأيام) أكثر مما قد مضى (أكثر من ثلاث سنوات) إغلاقاً ومن العيب أن تظل القضية هكذا بدون إعادة الحق وبوجه السرعة ومن الغد.. هذا إذا أحسنا النية كما يريدون لها أتكون.
*قضايا عديدة مرتبطة بالأرض والوظيفة والاستحقاقات والاعتذارات وإعادة رونق الجنوب بشكل فعلي.. كلها مثار نقاش وعمل جاد.. فهل آن أوان تشمير السواعد لبناء الدولة المدنية الحديثة فعلاً؟!
* ذلك لن يتحقق إلا بإخلاص كل أبناء الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
* والتاريخ معنا اليوم.. ولن يكون غداً، إذا أهملناه، في صفنا.