قبل أشهر نشر السفير السعودي في صنعاء مكالمة هاتفية جرت بينه وبين أحد عناصر (القاعدة) الذي طالب سفير المملكة بالإفراج عن سجينات سعوديات وتسليمهن للتنظيم في ابين إضافة إلى فدية ستحدد أثناء المفاوضات مقابل إطلاق الدبلوماسي الخالدي وقد رفضت ذلك السلطات السعودية.
في اليومين الأخيرين اتبعت صحف محلية في هذا الموضوع شنشنة عجيبة الغرض منها تصوير الرئيس هادي مناقضا لتعهداته في عدم المساومة مع الإرهابيين، وبالمرة زجوا ابنه جلال في الموضوع لأهداف لا تخفى على أحد.. ومراسلون ينقلون عن هذه الصحف ثم يرسلون المنقولات لوكالات أنباء وفضائيات وصحف خارجية بوصفها معلومات من مصادر خاصة أمنية وغير أمنية، والعجيب أن كل مصدر في هذه الحالة كان «يطلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع»(!).
ومن مظاهر هذا الخوض أن صحفا ذكرت أنه في منتصف ليل السبت الماضي تسلم جلال ابن الرئيس هادي في منطقة شقرة الدبلوماسي السعودي الخالدي المختطف وكان طارق الفضلي حاضرا، مقابل 10 ملايين دولار دفعتها السعودية، إضافة إلى إفراج الحكومة اليمنية عن زوجات عناصر (القاعدة) السجينات لديها(هل زوجات عناصر القاعدة مسجونات لدى الحكومة اليمنية؟.. وسينقل الخالدي بعد ساعات إلى صنعاء على طائرة عسكرية برفقة جلال ثم يوم الاثنين سيصحبه الرئيس هادي للسعودية(!!)..
هكذا دون تقدير أن هادي رئيس جمهورية وليس شرطيا يحرس رهينة سعودية مفرجاً عنها... وقد نسبت لطارق الفضلي من شقرة إنه قال إن (القاعدة) سلمت الخالدي بدون شروط، وأن جلال قاد المفاوضات، ونسبت له عكس ذلك، وتارة تنسب تأكيدها إلى مصدر أمني (ولكنه كالعادة طلب عدم نشر اسمه) بأن إطلاق سراح الخالدي قد تم.. وتم تسليمه لوسطاء محليين، أما عندما ينفي مصدر رئاسي إطلاق سراح الخالدي وعدم وجود دور لجلال هادي في القضية وأنه لم يزر شقرة، فها هنا لا بد من تعديل الفبركة، والقول أن الوسطاء وقت التسليم«فوجئوا»- وهذا لم يكن في الحسبان!- بأن تنظيم القاعدة تراجع لتوه عن إطلاق سراح الخالدي وطلب مضاعفة الفدية من 10 إلى 20 مليون دولار. وستقول قناة (الجزيرة) إن المفاوضات تتم من قبل وسطاء قبليين بإشراف مباشر من جلال(هذه المرة جعلوه مشرفا)، وإن مصدرها - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كالمعتاد- كشف عن صفقة مع القاعدة لتبادل أسرى.. إطلاق سراح 19 من عناصر (القاعدة) مسجونين في الأمن السياسي بصنعاء(!) مقابل الخالدي.