اصدر الدكتور عبدالوهاب الديلمي بيانا قبل يومين كرر فيه نفيه صلته بالفتوى التي صدرت أثناء حرب 1994، وقال أن الفتوى التي يزعمون أن حرب الانفصال قامت بسببها، أو استندت إليها لا وجود لها ويقصدون بهذا الافتراء الاختلاق والتلبيس على العامة؛ لهدف في نفوسهم، فقد ذكرت بعض مصادر الإعلام أنهم يأخذون أموالاً من خارج اليمن تساعدهم على السعي لتمزيق اليمن والعودة به إلى الانفصال والتوتر من جديد، وأنهم يتخذون من الفتوى جسراً للدعوة إلى الانفصال؛ وليسدلوا من خلال كثرة الإشاعة عنها الستار على المظالم، التي مورست على أبناء المحافظات الجنوبية، أيام ما يسمى بالحكم الشمولي، والذي يعرف حقيقة مآسيه كل من عاصر تلك الفترة التي أتى فيها الحكم على الأخضر واليابس، ثم يأتي هؤلاء أنفسهم ليتباكوا على المغلوبين على أمرهم، الذين كانوا يعاملونهم معاملة العبيد. وكلام الديلمي -على ما فيه من اتهامات- موجه للحزب الاشتراكي اليمني والحراك الجنوبي، وحمل نفس المنطق الذي حملته تلك الفتوى.. وهم معنيون بالرد عليه إذا كانوا يرون أن البيان يستدعي الرد. أما مايعنيني من بيان الديلمي فهو إنكاره لوجود تلك الفتوى ونفي صلته بها، وهذه جرأة من الديلمي على الكذب المكشوف والمكابرة.. فللفتوى وجود تمامي وهو صاحبها، ومسجلة بصوته ومنشورة في الصحف باسمه، ومنذ ذلك الوقت لم ينف ما نشر باسمه وأذيع بصوته، لأن الفتوى لم تكن محل نقاش وجدل إلا في أيامها الأولى، ولم تناقش بعد ذلك إلا بعد مرور أكثر من عقد ونيف وخاصة في السنة الأخيرة، وهنا فقط اضطر الديلمي لقول كلمة فقال كذبا..الفتوى منشورة في صحف كثيرة ومنها هذه الصحيفة ونصها موجود في موسوعة ويكيبيديا ومسجلة بصوت الديلمي في الاذاعة ونسخت في غير مكان باليوتيوب.. ونصها حرفيا كما يلي: “إننا نعلم جميعا أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة ، ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال 25 عاما ، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه ، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد ، ولا أن يستبيحوا المحرمات ، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات، هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين، هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فأخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريده هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض، ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل. وهنا لا بد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر.. أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين ، فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين، فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض. إذن ، ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا ، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون، فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح. هذه أولا، الأمر الثاني : الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وان تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فأنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق ، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضا”.. وإذا كان الديلمي قد تحاذق في البيان وحاول الإيحاء أنه ينفي فتوى لا وجود لها بالفعل أو فتوى أخرى، فالفتوى التي أوردنا نصها سابقا هي فتواه بصوته وقلمه وهي المقصودة، فننتظر منه بيانا واضحا حولها.