والصحافة اليوم صار بعض أقلامها الكبار يتصفون بالرزالة بدلاً من الرزانة. وأقرؤوا معنا بعض المقالات لكتاب (كبار) ومن العيار الثقيل، كيف يوظفون العبارات الممقوتة والجنسية والثقيلة على المجتمع وهو سقوط الكبار، أو كما قال صديق عزيز لدي سمها (كبوة) وهي وتلك سيان.
الصحافة في بلادنا لم تعد تخضع للأخلاق والقانون واختفت النقابات و(ترندع) أصحاب الشتائم التي لم يسلم منها بلد أو مجتمع أو إنسان.. يا ألله.. أهذه الصحافة التي قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي “لكل زمان مضى آية” وآية هذا الزمان الصحف”؟!
لقد ولى عهد أحمد شوقي عند هؤلاء وهم بالتأكيد قد قرؤوه ويقرؤونه إلى اليوم لكن على ما يبدو.. ضاع العقل وغابت الحكمة واستبدلت الألفاظ المهذبة بألفاظ فجة وشتامة ولا تعبر إلا عن فجاجة أولئك الذين كنا وما نزال نعتبرهم القدوة، ونعذرهم على هفواتهم تلك!
(يلعن أبوها) ثورة وتغيير إذا كانت ستدخلنا في سفاهات وتفاهات (وأعتذر عن يلعن أبوها).. لكنها ألطف من كلمات بذيئة تصف دقائق العلاقة الجنسية بين زوجين أو تنسب (حراماً) لعشيقين والعياذ بالله!
أقول هذا من منطلق الحب والاحترام للكتاب الكبار الذين لو خرجت كلمة من أحدهم خطأ لأصابت المئات من القراء والمريدين، وهذا ليس بالسهل على المرء، بحيث ينهي تاريخه بهكذا ثقالة دم وقلة حياء كما يقولون.
أنا أعذر هؤلاء الكبار لأنهم قد عانوا الأمرين، ولكن ذلك ليس إلى حد أن يجعلهم يفقدون صوابهم واتزانهم.. ولنتمثل قول الشاعر:
“وإذا كانت النفوس كباراً.. تعبت في مرادها الأجسام”.
لن أشير لصحيفة أو موقع ما وأكتفي بالقول (إياك أعني فافهمي يا جارة!) والحليم بالإشارة يفهم.
وربنا يستر علينا.. حتى لا نصبح أضحوكة (للي يسوى واللي ما يسوى) والسلام.