ما إن يذكر ابن هلال حتى يتبادر الى ذهن اليمنيين ذلك المحافظ الذي جعل من إب وحضرموت شعلة من النشاط، فعمله في كلتا المدينتين يشهد له، هذا على المستوى العمراني، اما على الصعيد الإنساني، فعبد القادر الإنسان لا يشعرك أبداً بأنه المحافظ وأنت الشخص البسيط الذي جاء اليه ليقضيّ له حاجته.
إن ما يتمتع به من سمات الرجل القيادي الذي يستطيع أن يشخص الداء، ويجعل له الدواء المناسب، هي بحق سمات لا تحتاج لها العاصمة فقط بل وجميع محافظات الجمهورية.. ولكن لكون الامانة هي واجهة اليمن وقبلة الزائرين والوافدين إليها، على اعتبار انها العاصمة السياسية للجمهورية اليمنية، ولهذا فإن تعيينه أميناً عاماً لها، سيصب بلا ريب في تطورها.
كثير من الملفات الشائكة التي كانت محل خلاف ونزاع، خاصة ما يتعلق بأراضي المناطق الجنوبية والخلافات المحيطة بها، وما تبعها من احداث كثيرة وترت الحالة السياسية، ولأن ملفات معقدة كهذه لم يكن ليعين فيها إلا رجل يحتوي على خصلتين، اولهما النزاهة وثانيهما القبول، وكلتاهما توفرتا في الاخ عبد القادر علي هلال، وهذا ما جعله متواجداً في العديد من اللجان التي كان يتطلب من المنضوين تحتها ان يكونوا على قدر كبير من المسؤولية، وهو ما يتوفر في الرجل.
ومن هنا نستطيع ان نقول ان كثير من المشاكل -الخاصة بالعاصمة- التي كان يعجز عن حلها لعدم قبول الاطراف المتنازعة بشخصية المحاور، ستجد انفراجاً في القريب العاجل بإذن الله تعالى، وهذا ما يبشر بخير، وهو السبب الرئيسي الذي جعل الرئيس عبد ربه منصور هادي، يعينه في هذا المنصب المهم.
ما على العاصميين إلا التجاوب مع الرجل بكل فئاتهم، واخص بالذكر المشايخ والتجار والسلك العسكري، فهذا الثالوث المهم، هو من بيده انجاح مهامه او لا قدر الله إفشالها.. فعليهم جميعا أن يغلّبوا المصلحة العامة، وان يتجاوزا الخلافات خاصة تلك المتعلقة بالمنظور الحزبي، فالرجل يسمع من الجميع ويأخذ برأي الجميع، طالما وان المصلحة تقتضي النزول على رأيه، ومن هنا فإن الخارج عن سلطته هو بلا ريب خارج عن مصلحة امانة العاصمة وسكانها، والوطن برمته.
للرجل مواقف كثير بعضها يتحدث عن شجاعته في قول الحق، وعدم مجاملته حتى لرئيس الدولة، وهي سجية فاضلة يفتقر اليها جل المسؤوليين، ولهذا فسوف يكون ناقلاً لهموم ومشاكل الامانة للأخ رئيس الجمهورية، وسيسهم برأيه وخبرته في تحديد مكامن الخلل والعمل على اصلاحها.
من السجايا الحسنة التي يشتهر بها الرجل تواضعه الجم، فلا تكاد تعرفه سواء عندما كان محافظاً او وزيراً للإدارة المحلية، او وزير دولة في مجلس الوزراء، فهو بلا حراسة، ولا ترافقه اطقم تخيف من حوله، بل تجده وحيداً، تستطيع الانفراد به، دون حاجب او مناع للخير، وبهذا التواضع كسب قلوب كل من عرفوه.
يتمتع بروح رياضية ليس لها حدود، ومن هنا فإن شباب امانة العاصمة محظوظون كثيراً، فالرجل لا يتقمص دور الرياضي العاشق للأضواء، بل رياضي بسلوكه ودعمه ومتابعته، لا يبخل على أحد من الرياضيين بالدعم والمساندة المادية والمعنوية، وشباب ورياضيو إب وحضرموت خير شاهد على ذلك.
نسأل الله الذي عجل على العاصميين بهلال عبد القادر هلال قبل هلال رمضان، أن يوفقه ويعينه في اداء مهامه، وأن يجعله رحمة عليهم، وأن يسهل له الصعاب ويذلل العقبات، لما فيه مصلحة الامانة وسكانها، ونبارك مجدداً للجميع بتعيينه لأنه اضافة مهمة في مسيرة الاصلاح والقضاء على الفساد والمفسدين، ونجدها مناسبة لتقديم الشكر لسلفه الاستاذ عبد الرحمن الاكوع على جهوده المبذولة في الفترة الماضية.